إنفتاح الإمام المهدي عليه السلام على الأرضين السبع

17

إنفتاح الإمام المهدي عليه السلام على الأرضين السبع

يدل على ذلك عدة أحاديث وإشارات ، من أوضحها الحديث الوارد عن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( أما إن ذا القرنين قد خير السحابين فاختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب . قال سورة : قلت وما الصعب ؟ قال : ما كان فيه رعد وصاعقة أو برق فصاحبكم يركبه . أما إنه سيركب السحاب ، ويرقى في الأسباب ، أسباب السماوات السبع والأرضين السبع ، خمس عوامر واثنتان خرابان ) .
وفي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( أن الله خير ذا القرنين السحابين الذلول والصعب ، فاختار الذلول وهو ما ليس فيه برق ولا رعد ، ولو اختار الصعب لم يكن ذلك له ، لأن الله ادخره للقائم عليه السلام ) 1
فهو ينص على أنه يستعمل الوسائل المتنوعة والأسباب الخاصة في الصعود والتنقل بين كواكب السماوات وعوالمها ، وقد نصت الأحاديث على أنه يسخر له . سحاب فيه رعد وصاعقة أو برق . وأنه يرقى في الأسباب أسباب السماوات والأرض ، وأن صعوده يشمل عوالم السماوات السبع والأرضين الست غير أرضنا .
ولا يعني ذلك أنه يستعمل هذه المصاعد والمركبات بنفسه فقط ، بل قد يصل الأمر في عصره عليه السلام إلى أن يكون السفر إلى كواكب السماوات وإلى الأرضين الأخرى ، كالسفر في عصرنا من قارة إلى قارة .
ويشير قوله عليه السلام بأن خمساً من الأرضين أو منها ومن السماوات معمورة ، إلى أنه سيتم الاتصال بمجتمعاتها .
وقد وردت أحاديث شريفة متعددة في أنه توجد في السماوات كواكب كثيرة عامرة بمجتمعات من مخلوقات الله تعالى ، من غير نوع الانسان والملائكة والجن . وقد أوردها العلامة المجلسي عليه السلام في بحار الأنوار .
كما دلت على إمكانية ذلك عدة آيات قرآنية كقوله تعالى : ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴾ 2، وهذا يعني أن الحياة على الأرض سوف تدخل في عصره عليه السلام مرحلة جديدة ، تختلف عن كل ما سبقها من مراحل .
ولا يتسع المجال لبسط الكلام في ذلك 3.