مكتبات النجف الاشرف القديمة والحديثة

 مكتبات النجف القديمة والحديثة 

 مكتبات النجف القديمة

 

ذهب بعض المؤرخين إلى ان تاريخ النجف العلمي يبدأ مع ابتداء السكن أي منذ القرن الثاني الهجري أو بعده على الأقل، بدليل ظهور بعض الإجازات العلمية بالاجتهاد التي يرجع تأريخها إلى القرن الرابع، وبدليل وجود خزانة للكتب في النجف كان ممن عني بها عضد الدولة البويهي المتوفي سنة 372 هـ وبدليل ما استنتج البعض من احتكاك النجف بالكوفة منذ أول تمصير النجف وسكناها، ومن هؤلاء الشيخ عليّ الشرقي الذي يقول: ففي القرن الثاني للهجرة بدأت العمارة والتشييد لمدينة النجف تدريجياً، فانتقلت المدرسة من الكوفة إليها، وبقيت الكوفة تصب في بحر النجف، ومن بداية القرن الثالث للهجرة ظهرت شخصيات علمية في النجف، مثل شرف الدين بن عليّ النجفي، وأحمد بن عبدالله الغروي، وابن شهريار.وقد يدل على وفرة طلاب العلم في النجف كثرة ما بذله عضد الدولة في القرن الرابع على علماء النجف وفقهائها.أما الأمر الذي لا شبهة فيه فهو ان تاريخ النجف العلمي قد بدأ في منتصف القرن الخامس الهجري، على أثر هجرة الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الطوسي المعروف (بشيخ الطائفة)، فقد كان الشيخ الطوسي قد انفرد بزعامة الشيعة في بغداد بعد وفاة الشريف السيد المرتضى، وكان للشيخ الطوسي مكان مرموق في الأوساط العلمية، وكان له كرسي للبحث والدرس، وكانت داره في الكرخ مأوى الرواد والمتتبعين من رجال العلم والتأليف، وقد بلغ من العظمة والرفعة العلمية أن صارت عدة تلاميذه اللذين يحضرون بحثه وكلهم من المجتهدين نحو (300) مجتهد.!!وحين حدوث الفتنة بين الشيعة والسنّة واستفحال أمرها في أيام طغرل بك أول ملوك السلجوقيين الذي ورد بغداد سنة 447 هجرية، والذي شن على الشيعة حملة شعواء هاجر الشيخ الطوسي إلى النجف بعد أن نُهب بيته واُحرقت كتبه.قال ابن الجوزي في حوادث سنة 449: وفي صفر من هذه السنة كبست دار أبي جعفر الطوسي متكلّم الشيعة بالكرخ، وأخذ ما وجد من دفاتره وكرسي كان يجلس عليه للكلام، وأُخرج إلى الكرخ واُضيف إليه ثلاثة سناجيق بيض كان الزوار من أهل الكرخ قديماً يحملونها معهم إذا قصدوا زيارة الكوفة فاُحرق الجميع.وكانت للشيعة ببغداد مكتبة أنشأها (أبو نصر سابور ابن أردشير) وزير بهاء الدولة البويهي، سنة 381 هـ بين السوربن في الكرخ، وكانت هذه المكتبة أهم المكتبات على الاطلاق بالنظر لما كانت تحتوي عليه من كتب قيمة منفردة، فقد جمع لها هذا الوزير الكتب من مختلف الجهات والأماكن من العراق، وفارس، والهند، والصين، والروم على ما ذكر محمّد كرد عليّ.

وقد جاء في المنتظم: ان محتوياتها لم تقل عن عشرة آلاف مجلد، وكان فيها مائة مصحف بخطوط بني مقلة، وقد ضمت نوادر الكتب وأعلاقها، ومن ذلك نسخة من ديوان عدي بن زيد، إلى مئات من الكتب التي انفردت بها هذه المكتبة السابورية التي قد تسمى (بدار العلم) أيضاً.وكانت هذه الدار موئلا للعلماء والباحثين يترددون إليها للدرس والمناظرة والمباحثة ومن أشهر روادها كان الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعري فقد طالما ذكرها وذكر بعض القائمين على أمرها، وآثر الإقامة بها يوم كان ببغدادوكان جماعة من العلماء يهدون مؤلفاتهم لهذه الخزانة وكان أكثرها بخطوط المؤلفين أنفسهم، قال ياقوت الحموي: وبها خزانة الكتب التي أوقفها الوزير أبونصر سابور بن أردشير وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة ولم يكن في الدنيا أحسن كتباً منها، كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة واُصولهم المحررةوكان يشرف على هذه المكتبة ويتعهدها عدد من كبار الرجال وأئمة العصر، وقد أورد التاريخ اسم الشريف المرتضى ضمن المعنيين بهذه المكتبة، وقد أكثر المؤرخون من ذكر هذه المكتبة، وما تحتوي عليه من نفائس المخطوطات، التي مثلت أكبر مجموعة من مختلف الثقافات، وقد أمر طغرلبك باحراقها، فضاعت بذلك ثروة لا تعوض من العالم الإسلامي، والعالم العربي، والعالم الشيعي خاصة، فكان لابد اذن من أن تتجه الفكرة بعد انتقال الشيخ الطوسي إلى النجف واتخاذها مركزاً علمياً، إلى التعويض عن تلك الخسارة الجسيمة التي سببها احراق المكتبة السابورية، فكان هذا مبدأ انتعاش المكتبة التي يسميها البعض (بالمكتبة العلوية) والبعض (بالمكتبة الحيدرية) والبعض الآخر (بمكتبة الصحن الشريف) في النجف، وهي المكتبة التي قيل ان تاريخ تأسسها يرجع إلى القرن الثالث أو ما بعده على الظن القريب.وبانتقال الشيخ الطوسي إمام الشيعة في عصره إلى النجف انتقل النتاج الفكري من جميع المدن الإسلامية الشيعية لغرض التلمذة على منبر النجف، وهاجر الجمع الغفير من سائر الأقطار الشيعية، بالأدب ومواعين الأدب على حد تعبير الشيخ عليّ الشرقي، فأوجدوا في النجف حركة فكرية تمتاز عن الحركة الفكرية في اُمهات المدن العراقية، وكانت المكتبات وما بدأت تجمع من الكتب النادرة، من أعظم أحداث الثقافة، وأهم ما تتميز به النجف، حتى لقد ندر أن يكون هنالك عالم ديني دون أن تكون له مكتبة خاصة، تحتوي على الكثير أو القليل من نوادر الكتب الخطية الفريدة.يقول الدكتور صالح أحمد العلي … وبدأت العناية الشعبية والرسمية في حفظ التراث ومنعه من التسرب وقامت محاولات متعددة لجمع المخطوطات وصيانتها في مكتبات عامة موحدة يتاح للراغبين فيها القراءة والبحث، وأظهر تلك المحاولات هي التي قام بها نفر من (الغيورين) والعلماء في النجف والبصرة لهذا الغرض.

ولقد بلغ من شأن الكتاب وحتى الكتاب (العادي) أن يتقبله البزاز، والبقال، وغيرهما، رهينة عن مبلغ ربما تجاوز ثمنه أضعافاً مضاعفة، وكثيرون اُولئك الذين رهنوا مكتباتهم كلها أو بعضها في الأجيال الماضية للخروج من ضائقة مالية كبرى.. وانحصرت الثروة الكبيرة ـ ان جاز ان تسمى ثروة ـ عند هذه الطبقة من أهل العلم، والبحث، والدرس بالكتب، فراجت تجارتها، وراح يطوف تجار الكتب في أغلب الأقطار الإسلامية كالهند، وايران، ويجمعون الكتب النادرة الفريدة وغير الفريدة، من المخطوطات القديمة فيأتون بها إلى النجف ويزفون البشارة إلى هواة الكتب، والعلماء، والاُدباء، بما احتوى عليه تطوافهم من نفائس الكتب، ونوادرها قبل وصول الصناديق، أو قبل فتحها، فيستعد الشراؤون للشراء، قبل وصول البضاعة بأيام، ومن الذين عرفوا بمثل هذه التجارة في الحقبة الأخيرة كان آل الدشتي، وآل زاهد، وآل العاملي، وآل الشيخ صادق الكتبي، وكان هذا أشهرهم.

وقدالتزم الوراث حين يموت المورث من أصحاب الكتبوالخزائن بالمحافظة على المخلفات من هذه الكتب، ورعايتها، فلا يفرطون فيها إذا كان الوارثون من أهل العلم والمعرفة ما لم تكن هنالك حالة اضطرارية ترغمهم على اقتسام  هذه الكتب، أو بيعها، فإذا ما اضطروا لبيع كتبهم نزلوا بها إلى سوق (المزاد) وسوق (المزاد) هذا سوق خاص بالكتب، يقام في كل يوم خميس، ويوم جمعة، من كل اُسبوع، وهما اليومان اللذان تعطل فيهما الدراسة في النجف، فينتهز باعة الكتب هذه الفرصة، وينزلون بالكتب التي يعهد إليهم ببيعها إلى السوق، وتبدأ المزايدة من قبل الأساتذة وشيوخ العلم، والهواة، والطلاب، ولم يزل هذا السوق قائماً منذ العصور القديمة حتى اليوم.وعرفت النجف في عصرها الأخير جماعة من العلماء عدّوا حججاً في معرفة الكتب النادرة من المخطوطات وقيمتها، وقد كسب هؤلاء من الشهرة ما استدعى أن يذكرهم التاريخ الحديث كخبراء بالكتب، ومؤلفيها، خبرة ابن النديم، وقد أدرك جيلنا منهم الشيخ عليّ كاشف الغطاء، والشيخ محمّد السماوي، والسيد جعفر بحرالعلوم، والشيخ عبدالحسين الحلي، من المتوفين، ومن مشاهير أهل الخبرة من الأحياء اليوم الشيخ أغا بزرك، والشيخ محمّد رضا فرج الله.وفي يوم (المزاد) تتجه الأنظار كلها إلى الخبراء الذين يعرفون قيمة الكتب النادرة والمخطوطات، وخطاطيها، فينافسونهم في شراء الكتب التي يحاول هؤلاء الخبراء شراءها، لذلك كثيراً ما اضطر هؤلاء الخبراء للاستعانة بالبعض لشراء الكتب التي يعينونها لهم، وهم يجلسون عن كثب منهم خوفاً من منافسة الجهلة التي قد تسبب ارتفاع ثمن الكتاب أكثر من ثمنه المتعارف.ويقول جرجي زيدان وفي النجف عادة قديمة لا توجد في سواها من بلاد العراق وهي انه في كل نهار خميس، وجمعة، تقوم سوق تعرض فيها الكتب، وتباع في المزايدة، فمنها ما يباع بثمن بخس وهو ثمين، ومنها ما يباع بثمن غال وهو لا يساوي فلسا، وما ذلك إلاّ من جهل البعض ودراية البعض الآخر وذكائهم في مشترى المصنفات وكثيراً ما تعرض في سوق (المزاد) هذا رزم من أوراق وكتب وكراريس مشدود بعضها إلى بعض، فينزّلها من (يدلّل) بالكتب وينادي عليها في ميدان البيع باسم (الصفقة) وينادي عليها بصوت عال قائلا: انها صفقة لا تباع إلاّ جملة واحدة على كل عيب شرعي وكثيراً ما يعثر المشترون في هذه (الصفقات) على نفائس لا تثمن من المواثيق التاريخية، والكتب المفقودة، والنصوص الضائعة.ولم يكن الانتقال في العصور السابقة من بلد إلى آخر خصوصاً إذا كانت المسافة شاسعة بالأمر الهين اليسير، لذلك فإنّ الكثير ممن يكون قد أنهى دراسته، وراهق الاجتهاد، وأزمع النية على العودة إلى بلده، انزل كتبه إلى سوق المزاد، وباعها، أو أنه أوقفها على طلاب العلم والمعاهد فصار الكتاب الذي يدخل النجف لا يخرج منها إلاّ نادراً وفي حالات استثنائية، فتوسعت مكتبة النجف وصارت المخطوطات النادرة، سواء من المصاحف الفنية، أو الكتب التاريخية، أو الدينية، والأدبية، والكراريس في زيادة مستمرة جعلت مكتبات البيوت، والمكتبات العامّة، تزخر بها وتنمو يوماً بعد يوم.يقول جورجي زيدان عن مكتبات بغداد هي اُمّ المكتبات إلاّ أن كتب النجف أقدم خطاً وأندر وجوداً، وأتقن كتابة، وموضوعاتها مختلفةوتأريخ المكتبات النجفية، لم يعرف مكتبة عاشت أكثر من 100 ـ 150 سنة باستثناء (المكتبة العلوية) فقد تموت المكتبة بموت صاحبها، وتبعث في مكان آخر بانبعاث شخص جديد، وكم تألفت مكتبات ذات صبغة عامة، حوت مئات الكتب الموقوفة، ثم ما لبثت أن زالت من الوجود، أو استحالت إلى مكتبات خاصة.يقول الشيخ عليّ الشرقي: ومن النوادر ان شيخاً من شيوخ الأدب يظهر انه كان رقيق الدين، عرض عليَّ شراء كتب مخطوطة، كانت عليها شارة التحبيس، فقلت له كيف تبيع الوقف المحبّس؟ فقال اني لا أرى الملكية في الكتاب، لأنّ المؤلف يريد بث المعرفة واشاعة أفكاره، وما ملكية الكتاب إلاّ استيعابه قراءة فقط، وعليه فالكتاب لا يملك، أما الثمن المبذول فهو عوض عن قراءته فقط، ولما كانت القاعدة الفقهية القائلة(لاوقف إلاّ في ملك)فمن الغلط أن يقال هذاالكتاب وقف.وقريب من هذا الرأي ما ذهب إليه جماعة من ذوي الفضل ايثاراً وسبيلا للمنفعة في كتبهم لكل من يريد الاستفادة بقراءتها، قائلين: ان غلة الكتاب قراءته، وزكاة تلك الغلة اعارته، ويعاكس هذا الرأي من يوص باب مكتبته في وجوه الطلاب، شحة وضنة، وكثير اُولئك الذين يقبضون على الكتب قبضة الشحيح.ويقول الشرقي: اتفق لي وأنا صبي ان ألج على ضنين بالكتب، مكتبته التي صفت فيها الكتب النفيسة وراء أبواب الزجاج، وكانت المكتبة مفروشة بالطنافس، والسجاد الايراني الممتاز، فوجدت صاحب المكتبة جالساً على طراحة في زاوية تلك المكتبة، وهو كفيف البصر، وإلى جانبه قارىء يتلو عليه ما يريد تلاوته، وبينا أنا اُطارحه الحديث رفعت يدي، فاصطدمت بباب الخزانة، وعندما سمع نقرها اضطرب انزعاجاً، واستفهم بارتباك، ولم تهدأ روعته حتى عرف أنها الصدفة ولم يحدث شيء..!!.ويتابع الشرقي حديثه فيقول ويدور الزمن، ويموت ذلك الجمّاعة للكتب، ويهم وارثِه بحمل ما في المكتبة إلى معرض الكتب للبيع فيستعين بي وبرفيق لي لنعرفه بالمهم من تلك النفائس، وتثمينها وعند دخولي المكتبة دهشت حين وجدتها شعثاء، موحشة، قد فارقت رونقها، وكان التراب فراشها والغبرة تعلو خزاناتها، ومد لنا حصير جلسنا فوقه، وكان رفيقي لا يعلم بما يخالجني، وبينا نحن منهمكون باستعراض بعض الكتب المبثوثه في تلك المزبلة لا المكتبة، إذا برجة تهز الغرفة، فحولت بصري ووجدت أحد الورثة قد وضع سلماً خشبياً وصعد عليه واضعاً يده وراء النضدة من الكتب، يدفعها لتطيح على الأرض لأنه تعب من تناولها كتاباً كتابا، فتذكرت ذلك الكفيف وفزّته من نقرة الباب، وكيف أربكته، وقلت من لي به ليسمع ويشاهد ما فعله هذا العابث البطر.لذلك فليس اليوم أثر، ولا بعض أثر للمكتبات العامة التي ألحقت بالمدارس الدينية العلمية قديماً.أما المكتبات الخاصة فكم بالأولى أن تزول من الوجود، بعد زمن قصير، حين يكون الوارثون لها مضطرين لبيعها، أو مهملين لرعايتها، وعلى هذا فما كان من المكتبات في القرون الأخيرة كالرابع عشر والثالث عشر مثلا هو غير ما كان في القرن الثاني عشر والحادي عشر وما قبل ذلك.وما كانت يملكه آل (الملالي) مثلا من نفائس المخطوطات في أوائل القرن الثالث عشر هو اليوم من ممتلكات طوائف كثيرة من أهل العلم في النجف وهو يؤلف جزءاً من مكتبات لم يكن لها أي وجود قبل هذا القرن، وهذا ما جعل من الصعب على المؤرخين أن يعرضوا لتأريخ هذا العدد الهائل من المكتبات التي كانت تنشأ في جيل وتزول في جيل آخر، لقلة المراجع التي يعول عليها المؤرخ ومع ذلك فاننا سنعرض هنا كل ما وسعنا أن نستخلصه من المصادر المثبتة، أو الذي حققناه بأنفسنا مما يدخل ضمن معلوماتنا الخاصة.

مكتبات النجف

وكانت في النجف مكتبات اُخرى لم يعن أحد بدرسها على رغم قرب العهد بها مع ان قسماً منها لا يقل شأناً عن المكتبات المهمة من حيث نوعية الكتب وقيمتها العلمية والتأريخية، ولربما كان السبب في عدم ذكرها من قبل المؤرخين، هو صعوبة إحصائها إذ ما من بيت من بيوت أهل العلم وليس فيه مكتبة كبرت أم صغرت والاتيان على ذكرها قد يقارب المستحيل، ونحن هنا نذكر أشهر هذه المكتبات على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر:

1 ـ مكتبة آل الشيخ راضي (القرن الثالث عشر) وهي مكتبة تعتبر من أعمر المكتبات وأزخرها بالكتب العلمية، وهي اليوم موزعة في بيوت هذه الاُسرة ولعلها المكتبة الوحيدة التي لم يفرط فيهها الوارثون بالبيع والتلف ومع ذلك فهي مشتتة بين أفراد الاُسرة.

2 ـ مكتبة الشيخ الأنصاري (القرن الثالث عشر) وقد بيعت بعده وتوزعت ولم تبق اليوم منها بقية.

3 ـ مكتبة السيد محمّد الهندي ـ (القرن الثالث عشر) ـ وقد ورثها بعده أولاده ثم تفرقت وتألفت من أكثرها مكتبة السيد صادق الهندي. 

4 ـ مكتبة الحاج ميرزا حسين الخليلي (القرن الرابع عشر) وقد توزعت بعده بين ورثته واقتنى أكثرها ابنه الشيخ محمّد الخليلي ووهب قسماً منها لمكتبتي مدرستي الخليلي.

5 ـ مكتبة الآخوند (القرن الرابع عشر) وقد توزعت بعد وفاته ولم يبق منها إلاّ عدد عند أولاده.

6 ـ مكتبة الشيخ عبدالله المازندراني (القرن الرابع عشر) وقد بيعت بعد وفاته ولم يبق منها شيء يذكر.

7 ـ مكتبة السيد محمّد سعيد الحبوبي ـ (القرن الرابع عشر) وهي من المكتبات المعروفة في وقتها ولم يبق اليوم منها إلاّ عدد في بيوت (الاُسرة).

8 ـ مكتبة اليزدي ـ وكانت مكتبة فخمة أسسها السيد كاظم اليزدي ثم أسس ابنه السيد محمّد لنفسه مكتبة مستقلة كانت تزخر بالنفائس من الكتب النادرة وكانت تستلفت النظر في وقتها بين مكتبات العلماء في (القرن الرابع عشر).

9 ـ مكتبة الماقمقاني ـ (القرن الرابع عشر) وتمتد جذورها إلى القرن الثالث عشر فقد أسسها الشيخ حسن الماقمقاني ثم انتقلت إلى الشيخ عبدالله وهي الآن في حوزة الشيخ محي الدين الماقمقاني.

10 ـ مكتبة آل حرز ـ (القرن الرابع عشر) وقد انتقلت إلى حفيده وهي تضم عدداً كبيراً في التفسير والحديث.

11 ـ مكتبة آل المظفر ـ (القرن الرابع عشر) وقد انتقلت نواتها من الشيخ عبدالنبيّ إلى الشيخ محمّد حسن مظفر وكانت تخص جميع الاُخوة من آل المظفر ثم تجزأت.

12 ـ مكتبة الجزائري ـ (القرن الرابع عشر) وهي بقايا مما احتفظ بها الشيخ عبدالكريم الجزائري وأخوه الشيخ محمّد جواد وليس لها بعدهما كيان مستقل.

13 ـ مكتبة الشبيبي ـ (القرن الرابع عشر) أسسها الشيخ جواد الشبيبي وقد انتقلت من النجف إلى بغداد على أثر انتقال الاُسرة وصارت باسم الشيخ محمّد رضا الشبيبي، وهي من أهم مكتبات بغداد الخاصة اليوم.

14 ـ مكتبة آل الجواهري ـ (القرن الرابع عشر) وقد كانت مكتبة فخمة يرجع تأريخها إلى القرن الثالث عشر ثم توزعت وانتثرت هنا وهناك ولم يبق ما يسمى بالمكتبة إلاّ عند الشيخ عبدالرسول الجواهري.

15 ـ مكتبة هبة الدين الحسيني الشهرستاني ـ (القرن الرابع عشر) أسسها في النجف ثم نقلها إلى كربلاء وحين سكن بغداد نقلها إلى بغداد، وكانت من المكتبات المذكورة.

16 ـ مكتبة الشيخ عبدالحسين الحلي ـ (القرن الرابع عشر) وقد باعها وباع داره حين أعوز ولم يفرّط بكرامته، وكانت تضم اُمهات الكتب الأدبية واللغوية بوجه خاص.

17 ـ مكتبة البلاغي ـ وهي مكتبة الشيخ جواد البلاغي، وقد كانت على قلة عدد كتبها مكتبة جامعة لأهم مصادر الشريعة وكتب المذاهب والنحل.

18 ـ مكتبة آل الصافي ـ (القرن الرابع عشر) وهي مكتبة السيد محمّد رضا الصافي والسيد أمين الصافي ولم يبق منها إلاّ ما احتفظ بها السيد أمين وقد نقل بعضها إلى البحرين.

19 ـ مكتبة الشيخ قاسم محي الدين ـ (القرن الرابع عشر) وقد اضطر إلى بيعها وانفاق ثمنها على معالجته وكانت مكتبة تحتوي على عدد قليل من المخطوطات والكتب القديمة في مختلف العلوم الدينية.

20 ـ مكتبة الشرقي ـ (القرن الرابع عشر) وقد ورث بعضها الشيخ عليّ الشرقي، من أبيه الشيخ جعفر الشرقي وأضاف إليها ووسعها، وحين انتقل إلى بغداد نقلها معه.

21 ـ مكتبة السيد عليّ شبر ـ (القرن الرابع عشر) ولآل شبر في النجف عدة مكتبات نقلت إلى خارج النجف بانتقال أصحابها وأشهر هذه المكتبات وأوسعها هي مكتبة السيد عليّ شبر وهي تضم طائفة من كتب الفقه النادرة، والحديث والتفسير.

22 ـ مكتبة السيد محمّد البغدادي (القرن الرابع عشر) وتعتبر اليوم من المكتبات المذكورة بما تحتوي عليه من المخطوطات النادرة في الحديث والفقه والتفسير.

23 ـ مكتبة السيد عليّ السيد هادي بحر العلوم (القرن الرابع عشر) وكانت من أوسع المكتبات تجمع بين الحديث والقديم وفيها عدد من المخطوطات النادرة وقد اضطرته الظروف إلى بيعها فباعها ولم يبق منها إلاّ بقية اتخذ منها خلفه السيد محمّد نواة ولم تلبث ان أصبحت اليوم مكتبة مذكورة.

24 ـ مكتبة المقرم ـ (القرن الرابع عشر) وهو السيد عبدالرزاق المقرّم، وتعد اليوم من المكتبات المحترمة وفيها عدد من الكتب القديمة المهمة بالإضافة إلى اُمهات الكتب الحديثة.

25 ـ مكتبة الهمداني ـ (القرن الرابع عشر) وهي الآن من المكتبات الخاصة لا يفوتها العد إذا عدت المكتبات.

26 ـ مكتبة الجعفري ـ وهي مكتبة صالح الجعفري، مكتبة ثمينة جمع فيها الجعفري أهم المصادر والمراجع بالاضافة إلى النسخ النادرة من الكتب المطبوعة والمخطوطة وبصفته من شعراء النجف المعروفين فقد اهتم بجمع عدد من الدواوين والمجاميع الشعرية التي يقل نظائرها في المكتبات الاُخرى، وقد اشترى قسماً من كتب الشيخ السماوي عند عرضها للبيع كما قد مر.

27 ـ ولكل مدرسة رسمية حديثة مكتبة صغيرة لا يزيد مجموعها على محتويات دولاب أو دولابين من الكتب لمراجعة المعلمين كما هو الحال في جميع المدارس الرسمية في العراق، كذلك هو الحال في أغلب المدارس الدينية فإن فيها بعض القماطر المحتوية على بعض الكتب النافعة، وبالاجمال فإن النجف بمكتباتها تعتبر أهم مرجع في البحوث العلمية بمختلف مواضيعها وهي تحتوي على عدد غير قليل من الكتب النادرة والفريدة بين الكتب التي ضاعت اُصولها وانحصرت بنسخ معينة ربما لم تملكها مكتبة غير مكتبات النجف.يقول صاحب جريدة (كل شيء) البغدادية انه زار في أثناء مروره بألمانيا الديمقراطية البروفسور (هارفر) استاذ الدراسات الإسلامية بجامعة (ليبزيج) وحين جاء حديث الكتب والمكتبات قال البروفسور (هارفر) عن مكتبات النجف ما يلي وبهذا النص: ما زال النجف الأشرف منطلق الاشعاع الفكري العربي، وما زالت كنوزه الفكرية والأدبية والثقافية تبث الأنوار في الأفكار، والخير في النفوس، وما زالت مكتباته تعج بأنفس الأسفار مما جعلها دائماً في مقدمة المكتبات العالمية.

 

المكتبات النجفية العامة

وإذا كانت النجف هي مهد العلم والعلماء، ومركز الحوزة العلمية لأكبر طائفة من المسلمين، فمن الطبيعي: أن تكون غنيّةً بالكتب والمصادر المطبوعة والمخطوطة النادرة. وبالفعل، فإنك تجد في النجف سواء في المكاتب الخاصة أو العامة نفائس الكتب القيمة النادرة الوجود، ونذكر من المكتبات الخاصة التي تحوي أثمن الكتب وأغلاها: مكتبة الشيخ عليّ كاشف الغطاء المتوفى سنة 1151 هـ، ومكتبة الشيخ هادي كاشف الغطاء، ومكتبة السيّد جعفر آل بحر العلوم، ومكتبة آل القزويني، وغيرها مما يتعذر حصره وعدّه في هذه العجالة، وكثير منها يقصده رواد العلم والفضيلة للاستفادة منه بلا أي ممانعة.

ونذكر من المكتبات العامة:

  1. مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام العامة: أسسها العلامة عبدالحسين الأميني مؤلف كتاب “الغدير” في سنة 1373 هـ. وفيها آلاف الكتب بشتى اللغات والعلوم، وفيها طرف ونفائس ونوادر.
  2. مكتبة الحسينية: التي أسسها الحاج علي محمد النجف آبادي.
  3. مكتبة الشيخ محمد رضا آل فرَج الله: تضم حوالي أربعة آلاف مجلد.
  4. مكتبة آل حَنّوش العامة: أسسها الحاج كاظم حسون آل حنوش سنة 1370هـ .
  5.  مكتبة النجف العامة: تأسست سنة 1946م.
  6. مكتبة جامعة النجف الدينية.
  7. مكتبة العَلَمين: الطوسي وبحر العلوم.
  8. مكتبة الحكيم العامة:أسّسها المرجع الراحل السيد محسن الحكيم سنة 1377هـ. وغيرها.

 

مكتبة الروضة الحيدرية

رافقت الحركة العلمية التي نشطت داخل أروقة العتبة العلوية المقدسة وجود مكتبة كبيرة حفظت النتاج الفكري البشري بمختلف فنونه وعلومه ووفرت لطلبة العلوم الدينية ما يحتاجونه من كتب ضمت مختلف العناوين في علوم القرآن والحديث فضلا عن الفقه والأصول.

    أسّست مكتبة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) العامّة سنة 1373 هـ 1953م ، على يد العلاّمة الكبير الشيخ عبد الحسين الأميني(قدس سره)، بعد أن طاف في عدد كبير من الدول الإسلامية والأقطار العربية، يجمعُ أمّهات الكتب المخطوطة والمطبوعة، ليسهّل بذلك مهمّة الدارسين والمتتبّعين والمؤلّفين ، ويوفّر عليهم المشاق الذي كابده ، حين شرع بتأليف موسوعته الضّخمة الغدير . بلغت كتبها  أكثرَ من نصف مليون عنوان ، بعد أن كان عددها لا يتجاوز (15) ألف عنوان عند إنشائها .

   وبعض يرى ان هذه المكتبة تأسست على مايراه بعض المتأخرين أثناء تأسيس عضد الدولة البويهي لعمارته على المرقد الشريف للامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) في القرن الرابع الهجري، وكانت من بين المنشآت التي اقامها هناك[1]، الا ان هذا الرأي لم يستند الى نص متقدم يشير الى هذا، انما جاء استنادا لماعرف عن عضد الدولة من حب للعلم والعلماء اوردها المؤرخون عنه في كتبهم، فضلا عن امتلاكه لخزانة كتب كبيرة في شيراز وصفها معاصره البشاري المقدسي بقوله: “وخزانة الكتب حجرة على حدة عليها وكيل وخازن ومشرف من عدول البلد، ولم يبق كتاب صنّف إلى وقته من أنواع العلوم كلّها إلّا وحصّله فيها، وهي أزج طويل في صفة كبيرة فيه خزائن من كل وجه، وقد ألصق إلى جميع حيطان الأزج والخزائن بيوتاً طولها قامة في عرض ثلاثة أذرع من الخشب المزوّق، عليها أبواب تنحدر من فوق، والدفاتر منضدة على الرفوف لكل نوع بيوت وفهرستات فيها أسامي الكتب، لا يدخلها إلّا وجيه…”[2] .

    للمكتبة أسماء كثيرة سميت بها عبر التاريخ، فقد أطلق على هذه المكتبة اسم الخزانة الغروية أو الخزانة العلوية، خزانة الصحن، خزانة أمير المؤمنين(عليه السلام)، مكتبة الصحن العلوي، المخزن العلوي، المكتبة العلوية، المكتبة الحيدرية، وأخيراً مكتبة الروضة الحيدرية، ولكن أقدم هذه الأسماء وأكثرها شيوعاً وتداولاً هو الخزانة الغروية بين المتخصصين.

    تقع مكتبة الروضة الحيدرية اليوم في جنب مسجد عمران بن شاهين من جهة باب الطوسي في طابقين، يحتوي الطابق الأول من المكتبة على قاعة ضخمة لمطالعة الرجال، وهي في نفس الوقت تحتوي على رفوف كثيرة لحفظ الكتب الجاهزة للمطالعة ضمن أرشيف منظم ودقيق، وقد خصص جانب من هذه القاعة أيضا لخدمة استنساخ صفحات المصادر حسب طلب روّاد المكتبة ضمن ضوابط محددة ومدروسة.  

    والى جانب هذه القاعة تقع غرفة الفهرسة المخصصة لفهرسة الكتب على نوعيه العام والموضوعي، ويلحق بهذه الغرفة المكتبة المتخصصة بأمير المؤمنين(عليه السلام) التي تضم كتبا مفهرسة وفق نظام عالمي معقد، كما يشمل الطابق الأول غرفتي إدارة المكتبة والمشرف عليها.

     أما الطابق الثاني فيتكون من قاعتين أحداهما تشكل المكتبة الصوتية التي تضم أرشيفا كبيرا من الأقراص الليزرية تشمل محاضرات ودروس حوزوية ومناظرات وبرامج حاسوبية وغيرها -بالإضافة إلى الرسائل الجامعية التي بلغ عددها في نهاية سنة 1429هـ حوالي(8000) رسالة والعدد في تزايد مستمر- كما أن هذه القاعة تضم إدارة موقع شبكة المعلومات(الانترنيت) الخاص بالمكتبة وغرفة تنضيد الكتب التي تصدر عن مكتبة الروضة الحيدرية، أما القاعة الملاصقة لها فقد خصصت لمطالعة النساء وهي على غرار نظام القاعة المخصصة للرجال، كما يضم الطابق الثاني للمكتبة غرفة خاصة يتم فيها تجليد الكتب وإدامتها.

     وليس هذا المكان موقعها الاصلي اذ لم يتم تحديد مكانها بالضبط بسبب توالي عمليات البناء والتطوير الذي رافق العتبة المقدسة على فترات مختلفة من التاريخ.

     وقد وردت اشارات في هذا المضمار صرحت بمكانها القديم منها ما ذكره بعض العلماء والباحثين ممن كتب عن النجف والعتبة العلوية المقدسة على انها تقع على يمين الداخل من باب القبلة وبالقرب من مقبرة المحدث النوري(قدس سره)، وفي ذلك نقل آية الله العظمى السيّد المرعشي النجفي(رحمه الله) في الاجازة الكبيرة، انّ المحدّث النوري دفن قرب مخزن مكتبة الإمام عليّ(عليه السلام”[3].

    والمتتبع لتاريخ هذه المكتبة يرى ان المكتبة تكاملت شيئاً فشيئاً إلى أن بلغت ذروتها، بعدما حضيت باهتمام العلماء والامراء وعملوا على تطويرها منذ تأسيسها وإلى يومنا هذا، كما ساهم وجود الحوزة العلمية في النجف الاشرف وأستقطابها للعديد من الطلبة الوافدين من شرق الدنيا وغربها الى رفدها بأمهات الكتب المخطوطة ولمختلف العلوم وبهذا يقول الشيخ الشرقي: “انّ الجاليات والرواد الهابطين على المدرسة النجفية من بلاد ايران والهند وآذربيجان وما وراء النهر والقوقاز وعاملة والخليج وبعض نواحي اليمن، كانوا يفدون على النجف بثرواتهم المادية والأدبية، وأهمها اُمهات الكتب المخطوطة من كتب الفلسفة والرياضيات والأدب والفلك والتاريخ والمسالك والممالك، وقد كان رواد العلم وطلابه يسكنون على الأغلب المدرسة العلوية الكبرى ومنهم المقيم في غيرها من المدارس والدور الخاصة، وكانت في المدرسة العلوية خزانة كتب نفيسة تجمعت ممّا يحمله المهاجرون، وكانوا بعدما يتزودون بزاد العلم ويعتزمون العودة إلى أوطانهم يتركون ما حملوه من نفائس الكتب، وما ألّفوه من رسائل واطروحات في خزانة المدرسة العلوية محبسة على طلابها”[4].

    ولهذا تعد مكتبة الروضة الحيدرية اليوم من المكتبات المتميزة والمتطورة من بين مكتبات مدينة النجف الأشرف، وقديما ضمت الكثير من الكتب والمخطوطات كان أغلبها بخط مؤلفيها، وأن الشيخ علي الحزين الكيلاني ذكرها في كتاب السوانح الذي ألّفه عام(1154هـ) عند مجيئه للنجف فقال عنها: “فيه من كتب الأوائل والأواخر من كل فن ما لا يمكن عده وحصره “[5].

   لقد كان لاهتمام الملوك والسلاطين وأمثالهم بالمكتبة – من خلال إهداء نفائسهم من المخطوطات الثمينة- الأثر الكبير في شهرة  المكتبة العَلَوية، بالإضافة إلى اهتمام العلماء والكتاب والشخصيات بها، حيث قاموا بتجهيزها بالكتب والمؤلفات من خلال شراء مكتبات خاصة بأكملها وإهدائها للمكتبة، أو وقفها فيها كرامة لأمير المؤمنين(عليه السلام)، مع ملاحظة أن الصحن الشريف كان مقرا لدراسة طلبة العلوم الدينية ووجود الحوزة العلمية لعدة مئات من السنين في النجف الأشرف.

   للمكتبة أسماء كثيرة سميت بها عبر التاريخ، منها الخزانة الغروية -وهو الاسم الأكثر شهرة وشيوعا وتداولا بين الناس- والخزانة العَلَوية، وخزانة الصحن، وخزانة أمير المؤمنين(عليه السلام)، ومكتبة الصحن العَلَوي، والمكتبة العَلَوية، والمكتبة الحيدرية، وأخيرا تسمى اليوم بمكتبة الروضة الحيدرية.

   ولم يبين لنا التاريخ الأول لتأسيس المكتبة، ولكن أشير إلى أنه يعود إلى زمن عضد الدولة البويهي المتوفى(372هـ) باعتبار اهتمامه بالعلم والعلماء، حيث كان أديبا وعالما محبا للكتب ومجالسة الأدباء، بالإضافة إلى السيد صدر الدين بن شرف الدين بن محمود الكفي الآوي(من أعلام القرن الثامن الهجري) الذي أعاد تأسيس المكتبة مستعينا بفخر المحققين الحلي[6] بعد أن شبّ حريق في الصحن الشريف جاء على معظمه، وسميت حينها بالخزانة العَلَوية سنة(760هـ).

   وفي الآونة الأخيرة وبعد أن تعرضت المكتبة للإهمال، وبعد أن امتدت لها الأيدي الخؤونة، لم يبق من موجودات المكتبة إلا القليل، مع ما كان بها من نفائس ومخطوطات وكتب ثرّة، وبعد سقوط النظام السابق، كان لرعاية مكتب المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني(دام ظله الوارف) الأثر الكبير في تأسيس مكتبات عامة في العتبات المقدسة، وابتدأ العمل بمشروع إحياء وإعادة مكتبة الروضة الحيدرية بالتنسيق مع المشرف العام على الروضة الحيدرية المطهرة في حينها السيد محمد رضا الغريفي(دام عزه)، واهتمام ومتابعة المرحوم حجة الإسلام والمسلمين الشيخ فارس الحسون المتوفى سنة(1426هـ) مدير مركز الأبحاث العقائدية، وقد عيّن السيد هاشم الميلاني أميًان لها منذ افتتاحها وحتى اليوم.

   كان افتتاح مكتبة الروضة الحيدرية المطهرة وإعادة تأسيسها في يوم الأربعاء(20 جمادى الثاني 1426هـ) الموافق لولادة سيدة النساء فاطمة الزهراء(عليها السلام)، وتقع عند التقاء الضلع الشمالي بالضلع الغربي للسور الطابوقي من العتبة المقدسة، حيث توجد بناية واسعة ذات ثلاثة طوابق احتلت المكتبة منها الطابقين الأول والثاني، في حين شغل الطابق الأرضي والسرداب مخازن العتبة العَلَوية المقدسة في الوقت الحالي، وبابها الرئيسي يقع في الضلع الشمالي من السور الطابوقي قرب طرفه الغربي، وقد وضعت كتيبة على الباب مكسوّة بالكاشي الكربلائي مكتوب عليها: (مكتبة الروضة الحيدرية. تم اعادة تأسيسها عام 1426هـ).

   يحتوي الطابق الأول من المكتبة على قاعة ضخمة لمطالعة الرجال، وهي في نفس الوقت تحتوي على رفوف كثيرة لحفظ الكتب الجاهزة للمطالعة ضمن أرشيف منظم ودقيق، وقد خصص جانب من هذه القاعة أيضا لخدمة استنساخ صفحات المصادر حسب طلب روّاد المكتبة ضمن ضوابط محددة ومدروسة.  

   والى جانب هذه القاعة تقع غرفة الفهرسة المخصصة لفهرسة الكتب على نوعيه العام والموضوعي، ويلحق بهذه الغرفة المكتبة المتخصصة بأمير المؤمنين(عليه السلام) التي تضم كتبا مفهرسة وفق نظام عالمي معقد، كما يشمل الطابق الأول غرفتي إدارة المكتبة والمشرف عليها.

    أما الطابق الثاني فيتكون من قاعتين أحداهما تشكل المكتبة الصوتية التي تضم أرشيفا كبيرا من الأقراص الليزرية تشمل محاضرات ودروس حوزوية ومناظرات وبرامج حاسوبية وغيرها – بالإضافة إلى الرسائل الجامعية التي بلغ عددها في نهاية سنة 1429هـ حوالي(8000) رسالة والعدد في تزايد مستمر- كما أن هذه القاعة تضم إدارة موقع شبكة المعلومات(الانترنيت) الخاص بالمكتبة الحيدرية وغرفة تنضيد الكتب التي تصدر عن مكتبة الروضة الحيدرية، أما القاعة الملاصقة لها فقد خصصت لمطالعة النساء وهي على غرار نظام القاعة المخصصة للرجال، كما يضم الطابق الثاني للمكتبة غرفة خاصة يتم فيها تجليد الكتب وإدامتها.

   بلغ رصيد مكتبة الروضة الحيدرية المطهرة من الكتب(80000) عنوان كامل ومفهرس ومعد للمطالعة، وعدد الباحثين بالمكتبة 250 باحث.. وذلك حسب آخر إحصائية في نهاية سنة 1432هـ، والعدد في تزايد مستمر ببركات أمير المؤمنين(عليه السلام).

   وقد صدر من هذه المكتبة المباركة عدة إصدارات مطبوعة مثل: الكشاف المنتقى لفضائل علي المرتضى(عليه السلام)، ومشاهير المدفونين في الصحن العَلَوي الشريف، والمحسن السبط مولود أم سقط، ومقدمات كتب تراثية، ونهج البلاغة…

المحتويات :تحتوي مكتبة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) العامّة , على أعدادٍ كبيرة من الكتب المطبوعة والمخطوطة ، إذ تحتوي على ما يقارب من نصف مليون عنوان بين مخطوط ومطبوع ودوريات ووثائق .فيما يبلغ عدد المخطوطات فقط أكثر من ( 120 ) ألف عنوان ، بعضها من النفائس والنوادر .

المكتبات الخاصّة:

   وقد أضيف إلى هذه المكتبة بعض المكتبات الخاصّة ، منها :1ـ مكتبة الحاج محمّد سعيد شمسه .2ـ مكتبة مخطوطات الشيخ هادي أبو نواس الأسدي .3ـ مكتبة الشيخ محمد رضا الغرّاوي .4ـ مخطوطات آل السادة الجزائري .5ـ مخطوطات الحاج يوسف الحارس المذكور آنفاً .6ـ كتب ومخطوطات الشيخ حسن الخاقاني .7ـ كتب ومخطوطات السيد مهدي الشيرازي الخاصّة بجدّه لإمّه الشيخ الأوردبادي .8ـ مخطوطات الأستاذ علي جهاد ظاهر الحسّاني مدير المكتبة حالياً .9ـ مخطوطات السيد حسين البراقي .10ـ مخطوطات الشيخ عبّاس النجم .11ـ كتب ومخطوطات الشيخ محمد رضا فرج الله .12ـ مخطوطات الشيخ محمد طاهر السماوي .

تصنيف المكتبة وتبويبها رغم التحديات:

    رغم العراقيل والصعوبات التي واكبت العمل، إلا إنها تذللت أمام الهمة والعزيمة لإتمام هذا العمل الجبار، وجاء اليوم المنشود بافتتاح المكتبة في العشرين من جمادى الثاني عام 1425هـ، وهو يوم ولادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(عليها السلام) لتقدم الخدمات المكتبية المطلوبة، وقد تم تأسيس عدد من الوحدات وتفعيل عدد من الأعمال فيها لخدمة الباحثين والمراجعين نوردها كالآتي:

المكتبة العامة: وهي القاعة الرئيسية للمطالعة العامة، والتي تدار بطريقة الرفوف المفتوحة ليكون الكتاب أمام القارئ مباشرة، حيث يساعده على سهولة وسرعة البحث والاطلاع، وقد تم تصنيف المكتبة بصورة موضوعية وتخصيص خانات خاصة لكل موضوع.

وعلى غرار هذه القاعة أنشئت قاعة أخرى خاصة بالنساء، تم افتتاحها حديثاً لكثرة الطلب من قبل الأخوات الباحثات بفتح جناح خاص لهن وتوفير ما يحتجنه من متطلبات مكتبية.

المكتبة المختصة بأمير المؤمنين(عليه السلام): خصص جناح خاص للكتب المؤلفة في الإمام علي(عليه السلام) وبلغات مختلفة، صنفت تصنيفاً موضوعياً، وبدأ بموازنة اقتناء الكتب المطبوعة وباستنساخ التراث المفقود الخاص بأمير المؤمنين(عليه السلام)، وفي هذا الصدد سيتم البدء باستنساخ التراث العلوي من كل الكتب والمجلات وإلحاقها بهذه المكتبة.

المكتبة الصوتية: تم استحدثت المكتبة الصوتية التي جمع فيها آلاف الأقراص الليزرية في مختلف العلوم والفنون والبرامج والمحاضرات وكل ما يحتاج إليه الباحث في بحثه، بالإضافة إلى الأقراص التي تضم قصائد ومراثي أهل البيت(عليه السلام)، والعمل مستمر لتزويدها بقدر أكبر من الأقراص المتنوعة، وهذه الوحدة تهيئ لروادها إمكانية اقتناء الأقراص التي يحتاجونها مباشرة وبأسعار مدعومة.

الفهرسة: اتبع نظام (L.C.C) العالمي المتبع في كبرى المكتبات العالمية، لابتنائه على الدقة والشمولية في اختيار العنوان والموضوع والمؤلف والمصحح والمحقق وسائر ما يتضمنه الكتاب، وهذا النظام قائم على مبانٍ علمية وله ترقيم خاص يتشكل من الحروف والأعمدة، حيث يرمز كل منها إلى معلومة معينة، على أنه قد تم افتتاح دورة تعليمية لكادر الفهرسة في المكتبة ودورات تعليمية أخرى لكادر مكتبتي الروضة الحسينية والعباسية في كربلاء المقدسة، وقد نال الأخوة المشاركون في هذه الدورات شهادة فخرية من قبل العتبة العلوية المقدسة لذلك. 

التنضيد: ويقوم العاملون في هذا المجال بتنضيد وإخراج الكتب التي تنشرها المكتبة، إضافة إلى تنضيد عشرات الكتب العامة والمتخصصة التي يتم نشرها عن طريق موقع المكتبة على شبكة المعلومات العالمية(الانترنيت).

موقع المكتبة الالكتروني: تم تصميم موقع مكتبة الروضة الحيدرية المطهرة في شبكة المعلومات العالمية(الانترنيت)  فكان موقعا تخصصيا يحتوي على مجموعة معلومات مكتبية مفيدة إضافة لنشاطات المكتبة، كما تم إنشاء صحيفة خاصة في الموقع تتوفر فيها مئات الكتب والأبحاث التي تختص بأمير المؤمنين(عليه السلام) بصورة رقمية ديجيتالية، والعمل مستمر بصورة جادة لتفعيل هذه الصفحة.

الطباعة والنشر: دعماً للحركة العلمية وتطوير ثقافة القراءة في مجتمعنا، دأبت المكتبة على نشر عدة كتب إسلامية وتراثية وثقافية لمؤلفين ومحققين بارزين، على أن هنالك المزيد من هذه النتاجات قامت المكتبة بتحقيقها أو ترجمتها أو تأليفها ستصدر تباعاً إن شاء الله.

  ومن جملة الكتب التي وضعتها المكتبة في متناول القراء : “الكشاف المنتقى لفضائل علي المرتضى” و”مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف”  للمؤلف كاظم عبود الفتلاوي، و”المحسن السبط مولود أم سقط” و”مقدمات كتب تراثية”  للمؤلف المحقق العلامة السيد محمد مهدي الخرسان، و”غريب نهج البلاغة” لمؤلفه الدكتور عبد الكريم السعداوي، و”موسوعة ابن إدريس الحلي” جمع وتحقيق العلامة السيد محمد مهدي الخرسان.

الصيانة والتجليد: يتكفل هذا القسم بصيانة وتجليد الكتب التي تضمها المكتبة، والتي تتمزق أو تتلف نتيجة لكثرة الاستعمال، كما أن هذه الوحدة تعمل على إحياء الكتب القديمة للمكتبات التي يوقفها أصحابها لمكتبة الروضة الحيدرية، إذ يحتاج الكثير منها إلى صيانة وتجليد وتعفير وما شاكل.

الاستنساخ: إن الغرض الأساسي من إيجاد هذه الوحدة هو تسهيل أعمال الباحثين، حيث يتم إعطاء صور لكامل الصفحات في المصادر التي يرجع إليها الباحث في عمله، على أن هذا العمل يخضع لضوابط وشروط موثقة ومدروسة تحفظ المصادر الأصلية للمكتبة عن النشر غير المصرح به.  

التاريخ الشفهي: فعّل هذا المشروع بالتعاون مع شعبة الإعلام في العتبة العلوية المقدسة، وهو يهدف إلى توثيق ما حملته صدور العلماء والوجهاء والمفكرين من تجارب ومعلومات تاريخية واجتماعية وسياسية وغير ذلك، والتي قد تندثر وتموت بموت أصحابها، وهذا المشروع يحاول استثمار هذه التجارب والمعلومات وحفظها للأجيال القادمة عن طريق إجراء حوارات صوتية مرئية يتم تصنيفها وأرشفتها.

الرسائل الجامعية: من أجل إتاحة الفرصة للمطالع بتهيئة أكبر قدر من أوعية المعلومات المكتبية، جمعت مكتبة الروضة الحيدرية الرسائل الجامعية، سواء التي طبعت بصورة محدودة أم التي وضعت على أقراص ليزرية، وقد تم تهيئة آلاف الرسائل الجامعية لحد الآن بالتعاون مع الجامعات والكليات والباحثين أنفسهم.

مكتبة كاشف الغطاء

أسسها الشيخ عليّ كاشف الغطاء (رحمه الله )المتوفّى سنة 1350هـ كمكتبة خاصة ، وأوقفها أبنه الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء رحمه الله (1294-1373هـ) ، حيث بنى لها جناحاً في مدرسته الشهيرة ، وفيها ما يقرب من عشرة آلاف كتاب من بينها المدونات الكبرى في التاريخ ، والأدب ، واللغة ، والمخطوطات المهمة فيها ، ومن مخطوطاتها المهمة :

  1. سلوة العارفين وأنس المشتاقين ، لمحمد بن ملك الطبري يرجع تأريخا إلى سنة 459هـ .
  2. الأنوار النبوية في صحاح الأخبار المصطفوية ، للحسن بن محمد الصاغاني يرجع تاريخها إلى سنة 692هـ .
  3. المعرفة في أصول الحديث ، للحاكم بن عبد الله صاحب المستدرك يرجع تأريخها إلى سنة 425هـ .
  4. أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، للمنصور بالله الحسن بن محمد ين أحمد بن يحيى أحد أُمراء اليمن فرغ من تأليفه سنة 1108هـ .
  5. الإيمان من كتاب الكافي ، للشيخ الكليني تاريخ المخطوطة 708هـ .
  6. الحصون المنيعة في طبقات رجال الشيعة ، للشيخ عليّ كاشف الغطاء مؤسس المكتبة وبخطه .
  7. سمير الحاضر ومتاع المسافر ، له أيضا وبخطه ، فرغ منه عام 1343هـ .
  8. الدرّة البهية والروضة المضية في تاريخ الروضة الحسينية ، للسيد حسون البراقي المتوفّى سنة 1332هـ وبخط المؤلّف .
  9. مختصر مقاتل الطالبين ، له أيضا وبخطه .
  10. منتخب تاريخ قم ومن سكن فيها من العلويين ، له أيضا وبخطه .
  11. الدرّة المضية في تأريخ الحنانة والثوية ، له أيضا وبخطه .
  12. كشف الأستار في أولاد خديجة من النبي المختار صلى الله عليه واله وسلم ، له أيضا وبخطه فرغ منه سنة 1325هـ .
  13. النخبة الجلية في أحوال الوهابية ، له أيضاً وبخطه فرغ منه سنة 1314 هـ.
  14. رجال الغضائري ، بخط مؤسس المكتبة .
  15. رياض العلماء ، للميرزا عبد الله أفندي أجزاء منه بخط مؤسس المكتبة.
  16. شرح الدريدية ، لابن خالويه بخط مؤسس المكتبة .
  17. وقعة الجمل ، للشيخ المفيد بخط مؤسس المكتبة .
  18. الفصيح ، لثعلب بخط مؤسس المكتبة .
  19. الأخلاق ، للسيد عبد الله شبر بخط المؤلّف فرغ منه سنة 1178هـ .
  20. حق اليقين ، للسيد خلف المشعشعي أمير الحويزه ، كتب في عصر المؤلّف .
  21. النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير كتب في عصر المؤلف وعليه إجازته بخطه .
  22. مختار الصحاح ، للرازي .
  23. 2كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ ، للطرابلسي .
  24. الحكم والمحيط الأعظم ، لابن سيده .
  25. الفائق في تفسير الحديث ، للزمخشري .26- الانتخاب الجيد من تنبيهات السيد ، للدمستاني .
  26. الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية ، للإمام حميد الدين اليماني .
  27. رجال ابن داود ، كتب سنة 1036هـ .
  28. فهرست علماء البحرين ، للشيخ سليمان الماحوزي .
  29. معراج الكمال إلى معرفة أحوال الرجال ، للماحوزي أيضا .31- أسماء الأضداد ، لابن قتيبة كتب سنة 1253هـ .
  30. أسماء الأضداد ، للثعالبي .
  31. تعليقة على شعر امريء القيس ، للسيد المرتضى .
  32. ديوان المرتضى .
  33. ديوان عفيف الدمشقي ، كتب سنة 1101هـ .
  34. ديوان الحسين بن الحجاّج ، مصور .37- شرح ديوان المتنبي ، لابن جني .
  35. شرح المعلقات السبع ، لابن جني أيضا .
  36. المغني عن الأغاني ، للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء .40- المقصور والممدود ، لابن دريد.
  37. التعليقة على كتاب طبقات الأُمم ، لابن أبي جرادة ، كتبت على نسخة تأريخها سنة 650هـ .
  38. حاشية على مطالع الأنوار ، كتب في عصر المؤلف سنة 680هـ .
  39. شرح المطالع ، لقطب الدين الشيرازي ، كتب سنة 772هـ .
  40. عيون الأثر ، لابن سيد الناس ، كتب سنة 1031هـ .
  41. طبقات الأُمم ، للأندلسي . وتقع هذه المكتبة في بناية مدرسة كاشف الغطاء في محلة العمارة

مكتبة الحكيم

تعتبر مكتبة الحكيم أوسع المكتبات العامة في النجف تنظيماً، وانتشاراً، ومحتوى، وذلك بفضل العناية الفائقة التي أولاها اياها الإمام السيد محسن الحكيم بناء على ما لمس من شدة الحاجة للكتاب والمكتبات عند الطلاب والقراء والمتتبعين الذين زاد عددهم في السنين الأخيرة، فقد اتسعت حركة الدراسة في هذه السنين اتساعاً لم تعد المكتبات الموجودة في النجف تكفي لسد الحاجة. ثم ان النجف لم تكن وحدها التي أثارت اهتمام الإمام الحكيم وإنما رأى أن يشمل النشاط في تأسيس المكتبات أكبر عدد من المدن وبأقصى الاستطاعة فخطا الخطوة الاُولى في شراء الدور المجاورة للمسجد الهندي عند باب القبلة من الصحن الشريف في موقع يعتبر من أهم المواقع المناسبة لقيام مكتبة عامة عليها، وهدّم هذه الدور، وشيد منها مكتبة راعى فيها كل المقتضيات التي تضمن لها الاتساع ولمرتاديها حرية العمل من المطالعة، والنقل، والاستنساخ، ثم شجع افتتاح الفروع لها حتى بلغ عدد فروعها اليوم ستين فرعاً ألحق أغلبها بالحسينيات، والمساجد في المراكز والمدن العراقية المهمة، كما أصبح لها في خارج العراق ثمانية فروع وكلها تستمد المعونة من الإمام الحكيم.تأسست مكتبة الحكيم في سنة 1377 هـ وتألفت نواتها من كتب الحكيم الخاصة أولا، ثم شرع بالبذل في شراء الكتب بنشاط منقطع النظير بحيث صار مجموع كتبها لا يقل عن (15000) مجلد من الكتب المطبوعة ونحو (2500) من الكتب المخطوطة وبينها عدد غير قليل من الكتب النفيسة النادرة وعمرها لم يزد على بضع سنوات..!!وإلى جانب الكتب المخطوطة النادرة فإن مكتبة الحكيم تضم عدداً من المصاحف المخطوطة بأقلام أشهر الخطاطين، والرسامين المعروفين بهندسة الزركشة الفنية والتلوين في القرون الماضية وعلى الأخص في القرن الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر الهجري، مما تعتبر من آيات الفن الخالدة.وهناك ميزة ذات أهمية كبرى امتازت بها هذه المكتبة العامة التي لم يسبقها اليها سابق وهي انها قد عنيت عناية مخصوصة بتأريخ النجف العلمي والثقافي، والمؤلفين النجفيين على اختلاف نزعاتهم فجمعت كل ما خص النجف، وكل ما انتج المؤلفون النجفيون من مطبوع ومخطوط في جناح خاص منها وبذلك سهلت للباحثين، والمتتبعين مهمة جد خطيرة وأغنت المؤرخين والدارسين عن بذل الجهود الشاقة في ملاحقة أي موضوع يتعلق بالتراجم والكتب والمواضيع ذات العلاقة بالمؤلفات النجفية والمؤلفين النجفيين.

أما أهم مخطوطات هذه المكتبة فتتلخص فيما يلي:

  1. (المبسوط) للشيخ الطوسي المتوفى سنة 460 هجرية وهو بخط عليّ بن الحسين الواراني ويرجع خطه إلى سنة 586 هجرية.
  2. (أجوبة المسائل) للشيخ ابن إدريس المتوفى سنة 598 هجرية وهو بخط جعفر بن أحمد بن الحسين الحائري وقد أملاه عليه ابن إدريس في سنة 588 هـ.
  3. (منتهى المطلب في تحقيق المذهب) للعلاّمة الحلي المتوفى سنة 726 هجرية وهو مخطوط بخط المؤلف، و (المختلف) وهو الآخر من مؤلفات العلاّمة الحلي ومخطوط بخطه في سنة 699 هـ وفي مجلدين، و (نهج الحق وكشف الصدق) للعلاّمة الحلي مخطوط في سنة 734، ومنتهى (السؤول) للعلاّمة الحلي مخطوط سنة 697 هـ.
  4. (نهج البلاغة) للشريف الرضي المتوفى سنة 406 هـ بخط الحسين بن أرد شير الطبري سنة 677 وعليه اجازة يحي بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلي بنفس التأريخ.
  5. (شرح شواهد المفصل) للفاضل مظهر الدين محمّد مخطوط سنة 772 هـ.
  6. (مختصر خلاف الشيخ الطوسى) مخطوط سنة 699.
  7. (عصرة المنجود) في علم الكلام لعلي بن يونس البياضي العاملي مخطوط سنة 834 هـ.

    وتحتوي مكتبة الحكيم على 450 مخطوطاً من كتب الشيخ محمّد السماوي المخطوطة وهي اليوم في نمو مطرد، ويشرف عليها موظفون دائميون، ويجد فيها زوارها كل التسهيلات الممكنة للتزود من كتبها.

مكتبة اغا بزرك الطهراني

أسسها الشيخ أغا بزرك الطهراني عام 1345هـ ، ووقفها عام 1375هـ ، وفيها حوالي خمسة آلاف كتاب من بينها الموسوعات التاريخية ، والرجالية ، والمخطوطات النادرة منها :

  1. الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، بخط مؤسس المكتبة مؤلف الكتاب .
  2. طبقات أعلام الشيعة ، له أيضا وبخطه .
  3. إجازات القرون الثلاثة الأخيرة ، له أيضا وبخطه .
  4. مجموعة الفوائد المتفرقة ، له أيضا وبخطه .
  5. مستدرك الذريعة ، له أيضا وبخطه .
  6. آداب المناضرة ، للعضدي، وبخط مؤسس المكتبة .
  7. آداب المناضرة ، للكاشي ، بخط مؤسس المكتبة .
  8. الأعلام ، للشيخ المفيد، بخط مؤسس المكتبة .
  9. الجبر والتفويض للإمام الهادي عليه السلام ، بخط مؤسس المكتبة .
  10. رسالة أبي غالب الزراري ، بخط مؤسس المكتبة .
  11. ثماني عشرة رسالة في موضوعات مختلفة ، للسيد المرتضى، بخط مؤسس المكتبة .
  12. جنة المأوى فيمن رآه (عج) في الغيبة الكبرى ، للميرزا النوري المتوفّى 1320هـ ، بخط المؤلّف كتبها سنة 1302هـ .
  13. خاتمة المستدرك، للميرزا النوري ، بخط المؤلف فرغ منه سنة 1319هـ .
  14. دار السلام في الرؤيا والمنام ، للميرزا النوري ، بخط المؤلّف فرغ منه سنة 1292هـ .
  15. الصحيفة العلوية الثانية، للميرزا النوري ، بخط المؤلّف كتبت سنة 1303هـ .
  16. ميزان السماء في ميلاد خاتم الأنبياء ، للميرزا النوري ، بخط المؤلّف فرغ منه سنة 1281هـ .
  17. آداب البحث والمتعلمين ، للمولى محمد القومشهي، بخط المؤلف.
  18. التبصرة في التجويد ، للقومشهي ، بخط المؤلف فرغ منه سنة 1252هـ .
  19. – الحسن والقبح العقليين ، للقومشهي ، بخط المؤلّف فرغ منه سنة 1281هـ .
  20. إرشاد الأذهان ، للعلامة الحلي ، كتب سنة 1105هـ.
  21. الأنموذج في النحو ، للأردبيلي ، كتب سنة 1239هـ .
  22. التذكرة في الأُصول الخمسة ، للصاحب بن عباد .
  23. التصريح ، للأزهري ، كتب سنة 1037 هـ .
  24. تهذيب الأصول ، كتب سنة 1044هـ .
  25. جامع السعادات ، للنراقي ، كتب سنة 1208هـ
  26. رسالة في الجمع بين الفاطميتين ، للوحيد البهبهاني ، كتب في عصر المؤلّف .
  27. خلاصة الأذكار ، لفيض الكاشاني ، كتب في عصر المؤلف.
  28. الدروس الشرعية ، للشهيد الأوّل ، كتب سنة 830هـ .
  29. رجال الشيخ مرتضى الأنصاري .
  30. الروضة البهية ، للشهيد الثاني ، بورق ترمة ، ونسختان أخريان ، كتابة إحداهما 1247هـ ، وكتابة الأخرى 1271هـ .
  31. شرائع الإسلام ، للمحقق الحلي ، كتب سنة 1240هـ .
  32. عقاب الأعمال ، للصدوق ، كتب سنة 1267هـ .
  33. الملاحم والفتن ، لابن طاووس كتبت عن نسخة المؤلف وقوبلت عليها .
  34. الفصول النصرية ، لنصير الدين الطوسي .
  35. القول الصراح في نقد الصحاح ، لشيخ الشريعة الأصفهاني ، كتب عن نسخة بخط المؤلف سنة 1341هـ .
  36. كنـز العرفان في فقه القران ، للمقداد السيوري ، كتب 1248هـ
  37. مسند محمد بن سليمان المغربي
  38. مهج الدعوات، لابن طاووس ، كتب 1035هـ .
  39. المقنع ، للصدوق ، كتب 1239هـ
  40. النكت الاعتقادية ، للمفيد ، كتب 1147هـ .وتقع هذه المكتبة في دار مؤسسها بمحلة الجديدة.

 مكتبة البلاغي

محمّد عليّ البلاغي صاحب مجلة الاعتدال النجفية، كان أول عمل استقل به هو فتح مكتبة لبيع الكتب، ولربما كان عمله هذا هو الذي بعث في نفسه هواية اقتناء الكتب، ولقد ساعد على توسع هذه الهواية في نفسه ما كان قد سمع أو رأى من قيمة هذه الكتب عند الشيخ جواد البلاغي أحد علماء هذه الاُسرة الأفذاذ، فقد كان الشيخ جواد يملك مكتبة وإن لم تكن كبيرة عدداً، ولكنها كانت ذات قيمة كبيرة معنى، ونمت هذه الهواية أكثر عند محمّد عليّ البلاغي في أيام اصداره مجلة الاعتدال فقد كانت تصل إليه بعض الكتب والدواوين على سبيل الهدية، ومن كل هذا تألفت النواة الاُولى لمكتبة البلاغي ثم راح يبحث عن المصادر المطبوعة والمخطوطات القديمة ويقتنيها ويجمعها في مكتبته.ويرجع أول تأسيس هذه المكتبة إلى أوائل المنتصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، ويبلغ مجموع كتبها (6200) كتاب، أما المخطوطات منها فتقدر بـ (500) مخطوطة، من أهمها: كتاب (الاتقان في علوم القرآن) لجلال الدين السيوطي و (الشفاء) للقاضي عياض المالَي وغيرهما.

مكتبة البروجردي

هذه المكتبة من تأسيسات الإمام الحاج آغا حسين البروجردي، الذي أسس المدرسة الجديدة المعروفة باسم (مدرسة البروجردي) والواقعة خلف السوق الكبير من اليمين عند الخروج من باب الصحن الكبير وقد اُلحقت بها هذه المكتبة ليستعين بها طلابها في المراجعة والتتبع، وأكثر كتبها كأغلب مكتبات المدارس العامة تعنى بالفقه، والاُصول، وعلم الكلام، والرجال، بالاضافة إلى مئات المراجع التأريخية والأدبية وتحتوي اليوم على 8000 مجلد لاُمهات الكتب وبينها 200 كتاب من المخطوطات القديمة في التفسير والحديث والفقه، وعلى كثرة عدد طلاب هذه المدرسة فإن هذه المكتبة كافية لاغراضهم العلمية وأغراض المراجعين لها من الخارج وقد كمل تأسيس المكتبة كمكتبة تامة في نحو سنة 1378 هـ واشتريت لها أخيراً كتب مكتبة النوري وضمت اليها.

مكتبة اليعقوبي

     واليعقوبي هذا شيخ الخطباء البحاثة الشيخ محمّد عليّ بن الشيخ يعقوب الحلي، وكان أبوه أبرز خطباء المنابر الحسينية في الحلة، فجمع أكثر مما يستطيع أحد أن يجمع من آثار السلف من نصوص أدبية، وشعر منقول على الألسن، وقد نشأ ابنه الشيخ محمّد عليّ على سجيته، وكانت وظيفته الخطابية بالاضافة إلى ملكاته الأدبية تتطلب مثل هذا الانهماك منه، فتألفت لديه مكتبة من المخطوطات التي يعود الفضل إليه وحده في جمعها، وحين انتقل إلى النجف نقل هذه المكتبة معه، ولم يكن بيته الواقع في أحد الأزقّة الضيقة من حدود محلة الحويش والبراق، ليساعده على صف كتبه فخزنها في صناديف وأكياس إلى جانب ما تيسر له من الرفوف، وعند انتقاله إلى بيته الأخير في شارع آل الأعسم في محلة البراق هيأ لها مكاناً خاصاً، واقتصرت صناديقه على الكراريس، والنصوص الأدبية والشعرية التي حصل عليها في بيوت الاُسر القديمة، وتعتبر مكتبة هذه أثمن مكتبة شعرية لاحتوائها على عدد جداً كبير من الشعر الضائع للشعراء المغمورين وغير المغمورين، وانحصرت عنده دواوين ذات قيمة كبيرة حرص عليها زمناً طويلا حتى تناول حرصه هذا بعض الاُدباء في مقالات نشروها في جريدة (الهاتف) النجفية عن صندوقه، وآخذوه على حرصه، وحملوا عليه طالبين فتح هذه الصناديق واخراج كنوزها إلى عالم الطباعة، وما زال به الاُدباء يضايقونه فيما ينشرون عنه في جريدة (الهاتف) حتى اندفع يخرج من صندوقه هذا بعض التراجم وبعض الشعر الضائع وينشره في الهاتف.تقول النشرة التي أصدرتها جمعية الرابطة الأدبية وأغلب تلك الدواوين المخطوطة التي تضمها مكتبة اليعقوبي كان قد سهر الليالي الطوال في جمعها من مظانها وبذل من الجهد الشيء الكثير في تدقيقها، وتنسيقها، وتبويبها، والتعليق عليها، وترجمة أعلامها، وسرد الحوادث التأريخية المذكورة فيها.وحين بيعت كتب الشيخ محمّد السماوي كان نصيب اليعقوبي من الدواوين المخطوطة كبيراً من الشراء، أما عدد كتبه فلم يتجاوز (3500) كتاب، والمخطوط لا يقل عن (500) وجلّه بين نادر ويتيم ليس له نظير، وأغلب محتويات هذه المكتبة مصادر أدبية، ومجاميع ودواوين شعرية ويعتبر تأسيسها قبيل منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وهي الآن بعد وفاة اليعقوبي تحت حوزة ابنه الشيخ موسى اليعقوبي.ومن أهم ما اشتملت عليه مكتبته من المخطوطات التي تم طبعها بعد تلك الحملة من جريدة الهاتف هي:1 ـ (البابليات) وهي موسوعة أدبية تأريخية تقع في أربعة أجزاء تبحث عن شعراء الحلة واُدبائها منذ أول تمصير الحلة حتى اليوم وقد طبعت سنة 1370 هـ.2 ـ (الجعفريات) وهي مجمونعة شعرية للميرزا جعفر القزويني وقد طبعت سنة 1369 هـ.3 ـ (ديوان الشيخ عبدالحسين شكر) وقد طبع سنة 1374 هـ.4 ـ (ديوان الشيخ عباس الملاّ عليّ) وقد طبع سنة 1374 هـ.5 ـ (ديوان الشيخ يعقوب) وقد طبع سنة 1382 هـ.6 ـ (ديوان الشيخ محمّد حسن أبي المحاسن) وقد طبع سنة 1383 هـ.7 ـ (ديوان الشيخ صالح الكواز) وقد طبع سنة 1384 هـ.8 ـ (ديوان الحاج حسن القيم) الحلي وقد طبع سنة 1385 هـ وكان أكبر الفضل في بعث هذه الدواوين التي لم يمتلكها أحد كاملة غير مكتبة اليعقوبي يعود إلى توفيق الفكيكي الذي آخذه على حرصه في تلك المقالات التي كتبها عن (صندوق اليعقوبي) في جريدة الهاتف.أما الدواوين والمجاميع الشعرية التي لم تزل مخطوطة في مكتبة اليعقوبي فهي كثيرة جداً، ومنها:1 ـ (ديوان الشيخ ميرزا رشيد الهندي).2 ـ (ديوان سبط ابن التعاويذي) وفيه من القصائد اليتيمة على ما روى الراوون شيء غير قليل.3 ـ (ديوان السيد صادق الفحام).4 ـ (ديوان الشيخ عليّ الناصر). وهي موجدة الآن في بناية مركز الامام الصادق عليه السلام في شارع المدينة مجاور جامع الجوهرجي باسم مكتبة شيخ الخطباء محمدعلي اليعقوب

 

مكتبة العلمين الطوسي وبحر العلوم

أسسها السيد حسين بحر العلوم سنة 1382هـ، تضم أكثر من ألفي كتاب، وتقوم بطبع المخطوطات ، وقد صدر عنها تلخيص الشافي للشيخ الطوسي، ورجال بحر العلوم، وتوزيع الكتب الإسلامية على مختلف المؤسسات الثقافية في أنحاء العالم. وتقع المكتبة في مقبرة السيد بحر العلوم في جامع الطوسي

 

مكتبة مسجد الكوفة

     اسستها امانة مسجد الكوفة والمزارات الملحقة وجهزت من قبل الأمانة بالأثاث المكتبي اللازم لراحة المطالعين والقراء ووسائل الراحة من مكيفات للهواء وبراد ماء وبمجموعة من الكتب التي روعي فيها أن تكون من أمهات الكتب والمصادر وقد كان الافتتاح بمناسبة ولادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في العشرين من شهر جمادي الآخر من العام 1430هـ الموافق 15/6/2009 , و قد كان عدد الكتب عند الافتتاح مايقارب ألفا وستمائة كتاب بوبت على أقسام المكتبة الأربعة عشر ولقد اعتمد في الأساس التصنيف الموضوعي في التبويب حيث قسمت الكتب إلى مجاميع حسب الموضوع الذي يتناوله الكتاب وهذه الأقسام هي على التوالي (علوم  القران, علوم الحديث, العقائد, قسم التاريخ, العلوم الفقهية, الأخلاق والعرفان, الحكمة والفلسفة, العلوم الحياتية, الصحف والمجلات, قسم الكوفة, التراجم والرجال, قسم الشعر, قسم الأدب, وأخيرا المعاجم والقواميس) ثم ليرتفع العدد بعد ذلك إلى ألفين ومائة  كتاب خلال الأشهر الثلاث اللاحقة نتيجة لمشتريات الأمانة الشهرية حيث تم تخصيص مبلغ شهري لهذا الغرض وقد أهديت إلى المكتبة وعلى فترات متلاحقة عدة مجموعات من الكتب بمختلف المواضيع ومن أكثر من جهة مؤسسات كانت أو أفراد وحاليا تضم المكتبة اليوم بين دفتيها أكثر من أربعة آلاف واربعمئة كتاب وقد  استحدث قسم سيرة أهل البيت(عليهم السلام) وقسم القانون وأكثر من ملحق للأقسام السابقة للزيادة  في عدد كتب تلك الأقسام .

     إن دوام المكتبة مستمر طيلة أيام الأسبوع ودون انقطاع حيث يبدأ من الساعة الثامنة صباحا عند بداية الدوام لينتهي مساء بعد الساعة التاسعة أي مع إغلاق المسجد حيث يتناوب الكادر الموجود والمؤلف من شخصين (حاليا) على ذلك ماعدا أيام الجمع التي يكون الدوام فيها للفترة المسائية فقط, وهذه ميزة قد تفتقر لها بقية المكتبات كما وقد خصص يوم من كل أسبوع للنساء وقد هيئ كادر نسائي لذلك الغرض.

مكتبات الخطباء

     ومن أهم مكتبات النجف الخاصة: مكتبات خطباء المنابر الحسينية الذين تلزمهم مهمتهم كخطباء الاحاطة بالتأريخ، والشعر، والأدب، واللغة،  احاطة لا يمكن أن تتيسر بدون مكتبة زاخرة بالمصادر المهمة من اُمهات الكتب، وقد رأينا من هذه المكتبات الخاصة بالخطباء مكتبة الخطيب السيد جواد شبّر، وهي نموذج لما تحتوي عليه مثل هذه المكتبات، فهي مكتبة غنية بالنفائس من المعاجم والتراجم، وكل المجاميع، والدواوين، والكتب التأريخية ودوائر المعارف، والموسوعات، بينما لم يزد عددها على (2500) كتاب، ومن نفائس مخطوطاتها عدد من كتب السيد عبدالله شبر وهو الجد الأكبر لهذه الاُسرة، وتعتبر مؤلفاته من النوادر القيمة، وقد طبع للسيد عبدالله شبر بعض الكتب في السنوات الأخيرة كان آخرها كتاب جليل في (الأخلاق) وبقيت مخطوطاته ـ والغالب منها انها بخط المؤلف نفسه ـ عند بعض أبناء الاُسرة وقد رأينا طائفة منها في مكتبة السيد عباس شبر في البصرة وفي ضمنها مذكرات يومية غاية في الأهمية بخط السيد عبدالله شبر نفسه.

مكتبة آل بحر العلوم

    هذه المكتبة من أقدم مكتبات النجف الخاصة التي وصلت الينا أخبارها أيضاً فقد اقتناها الزعيم الروحاني الكبير السيد محمّد مهدي بحر العلوم جد الاُسرة العلمية الكبيرة المعروفة باسمه في النجف، وان انفراده بالزعامة الروحية الواسعة جاء نتيجة لتبحره في عدد من العلوم والمعارف بالاضافة إلى تبحره في الفقه والحديث، واللاهوت، وقد تواترت الأخبار عنه بأنه قلما وجد كتاب في العربية والفارسية دون أن تكون نسخة لديه منه، وقد قيل ان مكتبته نفسها مثلت هذا البحر من العلوم كما مثله هو، وجاء في (المستدرك) عن السيد محمّدمهدي انه: قد أذعن له جميع علماء عصره ومن تأخر عنه، بعلو المقام، والرئاسة في العلوم النقلية، والعقلية، وسائر الكمالات النفسانية وجاء في (ماضي النجف وحاضرها) ان مكتبته كانت مشتملة على نفائس المخطوطات، وكلها محلاة بالذهب، ومجدولة، جيدة الخط والقرطاس، ولم يوجد فيها مطبوع، وانتقلت بعده إلى ولده السيد رضا، وبعد وفاته انتقلت إلى أولاده السيد محمّد تقي، والسيد حسين، والسيد عليّ، وقد جمع أكثرها السيد عليّ آل بحر العلوم صاحب (البرهان القاطع) وكان تأسيس هذه المكتبة في نحو الثلث الأخير من القرن الثاني عشر الهجري.

مكتبة آل خرسان

    أسسها السيد حسن بن علي من آل خرسان الموسويين القاطنين في النجف . كان معاصرا لصاحب الجواهر . سكن بغداد بالتماس بعض تجارها ، وتزوج هناك ومات بها في ( 1265 ) وحمل جثمانه إلى النجف : ودفن في مقبرتهم ، وانتقلت الكتب بعده إلى أكبر أولاده السيد عباس ، فزاد عليها وأوقفها في ( حدود 1300 ) على أخيه السيد موسى المتوفى ( 1321 ) وابنه السيد محمد وأخيه السيد محمد حسين ، وفي زمانهم احترقت أكثر مخطوطات المكتبة ، وبعدهم انتقلت إلى السيد عبد الهادي ابن موسى المذكور ، ثم إلى ولده السيد حسن ، ثم ولده السيد مهدي بن الحسن المعاصر المولود (1340).

مكتبة آل محي الدين

    هي مكتبة الشيخ محمّد بن الشيخ يوسف محي الدين أحد علماء هذه الأسرة وكانت عنده كتب عدت بالألوف, وقد أشار اليها الشيخ عليّ كاشف الغطاء وعدها من المكتبات المهمة بما كانت تحتوي عليه من نفائس الكتب.

    وحينما مات بيعت هذه الكتب وقد رأيت أنا البعض منها في مكتبة الشيخ قاسم محي الدين وقد كتب عليها الشيخ قاسم انه اشتراها من بعض من وجدها عنده لأن عليها حواشي بخط الشيخ محمّد الشيخ يوسف، وكان تأسيس هذه المكتبة في أواخر القرن الثاني عشر الهجري.

مكتبة آل مشكور

    أسسها الشيخ مشكور بن محمد الخاقاني نسبا الحولاوي مولدا ، النجفي مسكنا ومدفنا الذي غرق في الحمام الهندي في النجف عام ( 1272 ) . وبعده انتقلت المكتبة إلى أولاده  وهي الشيخ حسين بن مشكور بن جواد بن الشيخ مشكور الكبير . 

مكتبة الحاج ملاّ باقر

     كانت للحاج ملاّ باقر الشوشتري مكتبة نفيسة أسسها في نحو الثلث الأخيرة من القرن الثالث عشر الهجري وكانت تحتوي على 3000 كتاب، ومعظهما كان من الكتب المخطوطة النادرة التي انفردت هذه المكتبة بالحصول عليها بين المكتبات المعروفة بجمع النادر الفريد، ومن أهم هذه الكتب:1 ـ نسخة من زبور داود يرجع تاريخ خطها إلى أوائل القرن الرابع الهجري.2 ـ نسخة من (شرح الصحيفة السجادية) قديمة.3 ـ نسخة من كتاب (كشف اللثام في شرح شرايع الإسلام) للفاضل الهندي، وهي بخطه.وان أغلب هذه المكتبة قد انتقلت بعد ذلك من النجف إلى بمبي وقد تلفت، بسبب الرطوبة وانعدمت من الوجود على ما نقلوا.(كتاب خانهاي ايران ـ بالفارسية ـ لعبد العزيز الجواهري ص 105).

مكتبة الخليلي

     كان الحاج ملاّ عليّ الخليلي مملقاً، وزاهداً في المال، ومتقشفاً غاية التقشف، في ملبسه، ومأكله، وقد ورثت زوجته من أبيها أطياناً، وثروة، فهي ابنة السيد محمّد الرحباوي الذي قامت معركة الزگرت والشمرت بسبب مقتل أخيه السيد محمود، فوضعت كل ثروتها تحت نفوذ زوجها الحاج ملاّ عليّ ولكن زوجها لم تمتد يده اليها لزهده، ونسكه المعروف، غير انه استعان ببعض المال منها في شراء الكتب، وبذلك تألفت مكتبته الكبرى.وقد كانت هذه المكتبة تمتاز على المكتبات الاُخرى في عصرها بما كانت تضم من كتب الرجال، والتراجم، حتى لقد قيل إن كثيراً من كتب الرجال التي ورد ذكرها في بطون التواريخ والتي اعتبرت مفقودة كانت لديه منها نسخة، إذا لم تكن النسخة الأصلية نفسها، ولذلك اعتبرت مؤلفاته في الرجال من أدق، وأصح ما اؤلف في هذا الباب، وقد روى بعض أفراد اُسرة الخليلي ان الكتب التي تخص علم الرجال، أو تراجم أحوالهم وسيرتهم، وعلى الأخص رجال الحديث، والرواية، كانت وحدها تتجاوز ألف كتاب!!! وهناك نحو ألفي كتاب آخر في سائر العلوم كان قد وقف الجميع باستئذان زوجته على طلاب العلم فوزعت بعد وفاته على المدارس الدينية وطلاب العلم.أما مؤلفاته فقد انتقلت إلى ورثته ولم يزل بعضها عند أحفاده ومنها بعض مؤلفاته وحواشيه على الأسفار في بعض المكتبات الخاصة في النجف ومنها أحد مؤلفاته في الرجال وغيره في مكتبة الشيخ عليّ كاشف الغطاء.وكان تأسيس مكتبة الحاج ملاّ عليّ في حدود العشرات الاُولى من القرن الثالث عشر الهجري.

مكتبة الخونساري

    أسس هذه المكتبة الشيخ آقا محمّد عليّ الخونساري في نحو الثلث الأخير من القرن الثالث عشر الهجري، وكانت تحتوي على عدد كبير من نفائس المخطوطات النادرة التي أفنى عمره في جمعها سنين طويلة، وكان فيها على ما نقلوا، ما لم يوجد في غيرها من المكتبات من النسخ والكثير منها مخطوط بخطوط قديمة، منها (سلوة الغريب) و (رحلة السيد عليّ خان المدني الشيرازي) إلى مكة والهند، وهي التي اكتسبت شهرة كبيرة في عالم الكتب بالنظر لأهمية بحوثهاوقد انتقلت وراثة إلى أولاده، وكان لها فهرست بأسماء جميع محتوياتها، ولم يبق لها أثر اليوم.

مكتبة السيد أحمد هلاله

    هذا السيد من وجهاء سادات القبائل في البطائح، وكانت له في النجف دور وأملاك، وقد عرف بهوايته الكتب، واقتنائها، وقد كان ينفق على شراء الكتب كثيراً، والمروي عن كتبه انها كانت من النفائس النادرة، وجلها من الكتب المخطوطة، وقد شاهد بعض كتبه هذه الشيخ عليّ كاشف الغطاء على ما روى في كتابه (نهج الصواب)، وكان تأسيسها في أوائل القرن الثالث عشر ولم يبق اليوم منها غير ذكرها في بعض حواشي الكتب والتراجم.

 

مكتبة السيد صادق كمونه

     شب ولعه بالكتب مع شبابه وهو طالب في كلية الحقوق، ثم ما لبث أن ولع بتتبع القضايا القانونية، وساقه هذا التتبع إلى أن يبحث عن طائفة من الكتب الخاصة والمخطوطات منها حتى جمع مكتبة من أنفس المكتبات من حيث مطبوعاتها، ومخطوطاتها.جاء في دليل الجمهورية العراقية عن مكتبة السيد صادق قوله: أنشأها في بغداد سنة 1935 م فيها من الكتب المختارة ما قد تنفرد به عن غيرها، وتدور موضوعاتها على الفقه، والفلسفة، والتصوف، والأدب، والتأريخ، والتراجم، وفيها مجموعة قيمة من المخطوطات والحقيقة ان هذه المكتبة قد تأسست في النجف ولم تنقل إلى بغداد إلاّ أخيراً حين انتقل السيد صادق كمونة إلى بغداد واتخذها سكناً، وقد تأسست بعد منتصف القرن الرابع عشر الهجري بقليل وتحتوي هذه المكتبة على (8000) كتاب منها نحو (2000) كتاب في القانون والشرائع، والباقي في مختلف العلوم والمواضيع، ونحو (400) مخطوطة وفي ضمنها عشرات من الكتب المكتوبة بخط مؤلفيها.ومن هذه الكتب الندرة والتي ليس لبعضها نظير في المكتبات الاُخرى:1 ـ (كتاب المباحثات) للشيخ الرئيس ابن سينا، وهي مجموعة المسائل التي سأله عنها تلميذه (بهمن يار).2 ـ (كتاب المنطق وخلاصة الحكمة) لنجم الدين النخچواني الفيلسوف وهي نسخة فريدة لم يعثر لها على نظير على ما نعلم.3 ـ كتاب (التعليق العراقي) لسديد الدين محمود الحمصي الرازي في عقيدة الشيعة، وهي نسخة يتيمة على ما نعلم.4 ـ (كتاب المسائل الشيرازية) أو (الشيرازيات) لأبي عليّ الفارسي النحوي في الأدب وهي بزيادة على النسخة الموجودة في المكتبة العلوية.5 ـ (النفحة العنبرية) في أنساب خير البرية لمحمد ابن أبي الفتوح اليماني.6 ـ (ديوان عبدالمحسن الصوري) وهي اُمّ النسخ المنقول عنها شعر الصوري، وأغلب الظن انها النسخة التي اشتراها صادق كمونة من مكتبة السماوي.7 ـ (كتاب الصاهل والشاعج) لأبي العلاء المعري، ويغلب على ظننا ان نسخته فريدة.8 ـ (دمية القصر) للباخرزي، وهي نسخة مخطوطة كاملة تزيد تراجمها على النسخة المطبوعة بنحو 250 ترجمة.9 ـ (المستنصريات) من نظم عبدالحميد بن أبي الحديد وبخطه، يمدح بها المستنصر العباسي ويحذره من غزو التتر على البلاد الإسلامية، وعليها تقريظ لنقيب أشراف العراق والمهم في الأمر ان عليها حاشية بخط محمّد بن العلقمي الوزير وتوقيعه يشير إلى ان هذه النسخة من ممتلكاته.10 ـ (ديوان المشعشعي) للسيد عليّ خان بن السيد خلف بن السيد مطلب المشعشعي الحويزي.وقد حوت مكتبة كمونة نسخاً غير قليلة من كتب السماوي التي اشتريت وضمت إليها.

مكتبة السيد عليّ بحر العلوم

    هو حفيد السيد محمّد مهدي بحر العلوم، وقد رويت عن مكتبته روايات كثيرة لأن جل مكتبة جده قد آلت إليه قبل بيعها، ولأنه أضاف إليها ما استطاع أن يجمع من الكتب النفيسة النادرة. وقد روي عنه انه كان سخياً يبذل المال في سبيل اقتناء الكتب، والحقّ ان هذا السخاء في شراء الكتب صفة لازمت أعضاء هذه الاُسرة في مختلف العصور حتى تكاد لا تجد بيتاً من بيوت هذه الاُسرة حتى هذه الساعة ولم تصف الكتب في رفوفها إلى السقف مما سنشير إلى المهم منها في هذا الحقل، وعند وفاة السيد عليّ بيعت هذه الكتب وتفرقت وقد اشترى طائفة من كتبها الشيخ عليّ آل كاشف الغطاء كما احتفظ بعدد من مخطوطاتها بعض الورثة من اُسرة بحر العلوم، وقد تأسست مكتبة السيد عليّ في منتصف القرن الثالث عشر الهجري.

مكتبة الشيخ محمّد باقر الأصفهاني

    قال الشيخ جعفر محبوبة نقلا عن (نهج الصواب): جمع هذا الشيخ كتباً نفيسة في سائر الفنون وكان يشتريها بأغلى القيم، واستنسخ جملة كثيرة منها، وهو من عشاق الكتب والحريصين عليها وقد استأجر لها داراً خاصة، وعين عليها قيّماً، أباح المطالعة والاستنساخ لكل من أراد، فكانت مكتبته عامة نافعة لسائر المحصلين، والمستفيدين، ثم لما أراد الرجوع إلى وطنه اصفهان باع جملة منها في النجف، وجملة منها في كربلاء، وحمل ما اختار منها إلى اصفهان على ما روى الشيخ عليّ كاشف الغطاء.ويستنتج من ترجمته الواردة في (أعلام الزركلي) بتعيين وفاته في سنة 1313 هجرية ان تأسيس مكتبته كان بعد منتصف القرن الثالث عشر الهجري.

مكتبة الملالي

    وهي مكتبة منسوبة لآل (الملاّ) أو الملالي كما هو المشهور، الذين جمع بعضهم بين النقابة والحكومة، والزعامة الروحانية، وسدانة الروضة الحيدرية، مدة ثلاثة قرون، وقد انحدر من هذه الاُسرة عدد من أكابر العلماء، والفقهاء الذين كان لهم صيت في البحث، والدرس، والتأليف، وإن كتاب (الحاشية على تهذيب المنطق) هو من بعض مؤلفات جدهم الملاّ عبدالله بن شهاب الدين اليزدي المتوفى سنة 981 هـ والمعروف بالشهاب آبادي، والذي لا يزال كتابه هذا ومنذ أربعة قرون وهو يدرس في المدارس العلمية، وقد كانت للملا عبدالله مدرسة في النجف باسمه، وقد ورد ذكر لكثير من أسماء كتبها، وازدهارها بالعلم، في عرض المرور بتراجم رجالات هذه الاُسرة، ومن الذين أشار إلى ذلك السيد حسن الصدر في (تكملة الآمل) والسيد محسن الأمين في (أعيان الشيعة)، والشيخ أغابزرك، ولا يبعد أن تكون كتب هذه المدرسة من أنفس الكتب وأثمنها بالنظر لما تعاقب على رعايتها من رجالات هذه الاُسرة من العلماء، والفقهاء، والشعراء، الذين لو جمع ما قيل فيهم من الشعر لألّف دواوين واسعة، وهي أقدم مكتبة عامة لأقدم مدرسة وصل إلينا خبرها، وليس اليوم لهذه المكتبة أثر أو بعض أثر.

مكتبة المنتدى

    تأسست مع تأسيس جمعية منتدى النشر ونمت بذرتها أول ما نمت في بيت السيد موسى آل بحر العلوم في محلة المشراق وذلك في نحو سنة 1354 هجرية وحين انتقلت جمعية المندى إلى بيت (البانو) في شارع (الصدتومان) كانت المكتبة في أبان ازدهارها ونمت أكثر في البيت الواقع بشارع آل دوش حتى انتقلت أخيراً إلى بناية جمعية المنتدى الجديدة الملتصقة بالصحن الشريف من جانب السوق الكبير، ونواة هذه المكتبة قد تألفت من مجموعة الكتب التي تبرع بها أعضاء الجمعية ولم يزد مجموعها على (3000) كتاب وكلها مطبوعة وليس فيها من المخطوطات إلاّ القليل الذي لا يزيد على 50 كتاباً أهمها (المختلف) للعلاّمة الحلي، و (الكفاية) للزيزواري، و (المفاتيح) للكاشاني.

مكتبة صاحب الذريعة

     أسسها الشيخ أغا بزرك الطهراني مؤلّف الموسوعة القيمة (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) عام 1345هـ ، ووقفها عام 1375هـ ، وفيها حوالي خمسة آلاف كتاب من بينها الموسوعات التاريخية ، والرجالية ، والمخطوطات النادرة منها :1- الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، بخط مؤسس المكتبة مؤلف الكتاب .2 ـ طبقات أعلام الشيعة ، له أيضا وبخطه .3- إجازات القرون الثلاثة الأخيرة ، له أيضا وبخطه .4- مجموعة الفوائد المتفرقة ، له أيضا وبخطه .5- مستدرك الذريعة ، له أيضا وبخطه .6- آداب المناضرة ، للعضدي، وبخط مؤسس المكتبة .7ـ آداب المناضرة ، للكاشي ، بخط مؤسس المكتبة .8 ـ الأعلام ، للشيخ المفيد، بخط مؤسس المكتبة .9ـ الجبر والتفويض للإمام الهادي عليه السلام ، بخط مؤسس المكتبة .10ـ رسالة أبي غالب الزراري ، بخط مؤسس المكتبة .11ـ ثماني عشرة رسالة في موضوعات مختلفة ، للسيد المرتضى، بخط مؤسس المكتبة .12- جنة المأوى فيمن رآه (عج) في الغيبة الكبرى ، للميرزا النوري المتوفّى 1320هـ ، بخط المؤلّف كتبها سنة 1302هـ .13- خاتمة المستدرك، للميرزا النوري ، بخط المؤلف فرغ منه سنة 1319هـ .14- دار السلام في الرؤيا والمنام ، للميرزا النوري ، بخط المؤلّف فرغ منه سنة 1292هـ .15- الصحيفة العلوية الثانية ، للميرزا النوري ، بخط المؤلّف كتبت سنة 1303هـ .16- ميزان السماء في ميلاد خاتم الأنبياء ، للميرزا النوري ، بخط المؤلّف فرغ منه سنة 1281هـ .17- آداب البحث والمتعلمين ، للمولى محمد القومشهي، بخط المؤلف .18- التبصرة في التجويد ، للقومشهي ، بخط المؤلف فرغ منه سنة 1252هـ .9- الحسن والقبح العقليين ، للقومشهي ، بخط المؤلّف فرغ منه سنة 1281هـ .20- إرشاد الأذهان ، للعلامة الحلي ، كتب سنة 1105هـ .21- الأنموذج في النحو ، للأردبيلي ، كتب سنة 1239هـ .22- التذكرة في الأُصول الخمسة ، للصاحب بن عباد .23- التصريح ، للأزهري ، كتب سنة 1037 هـ .24- تهذيب الأصول ، كتب سنة 1044هـ .25- جامع السعادات ، للنراقي ، كتب سنة 1208هـ .26- رسالة في الجمع بين الفاطميتين ، للوحيد البهبهاني ، كتب في عصر المؤلّف .27ـ خلاصة الأذكار ، لفيض الكاشاني ، كتب في عصر المؤلف .28ـ الدروس الشرعية ، للشهيد الأوّل ، كتب سنة 830هـ .29ـ رجال الشيخ مرتضى الأنصاري .30ـ الروضة البهية ، للشهيد الثاني ، بورق ترمة ، ونسختان أخريان ، كتابة إحداهما 1247هـ ، وكتابة الأخرى 1271هـ .31ـ شرائع الإسلام ، للمحقق الحلي ، كتب سنة 1240هـ .32ـ عقاب الأعمال ، للصدوق ، كتب سنة 1267هـ .33ـ الملاحم والفتن ، لابن طاووس كتبت عن نسخة المؤلف وقوبلت عليها .34ـ الفصول النصرية ، لنصير الدين الطوسي .35ـ القول الصراح في نقد الصحاح ، لشيخ الشريعة الأصفهاني ، كتب عن نسخة بخط المؤلف سنة 1341هـ .36ـ كنـز العرفان في فقه القران ، للمقداد السيوري ، كتب 1248هـ .37ـ م سند محمد بن سليمان المغربي .38 ـ مهج الدعوات، لابن طاووس ، كتب 1035هـ .39ـ المقنع ، للصدوق ، كتب 1239هـ .40 ـ النكت الاعتقادية ، للمفيد ، كتب 1147هـ .وتقع هذه المكتبة في دار مؤسسها بمحلة الجديدة . 

مكتبة مدرسة الصدر الأعظم

    تقع في بناية مدرسة الصدر الواقعة عند مدخل سوق الكبير ، أسسها الحاج محمّد حسين خان الأصفهاني المعروف بالصدر الأعظم ، وسمّيت نسبة إلية ؛ وذلك في أيام فتح عليّ شاه القاجاري في النصف الأوّل من القرن الثالث عشر الهجري ، تعتبر أول مكتبة عامة أنشئت في مدينة النجف الحديثة ، وقد أصبحت من أشهر مكتباتها لفترة من الزمان ، وقد أسسها الصدر الأعظم ليستعين بها طلاب مدرسته الدينية ، وقد بذل عليها الأموال الطائلة لتزويدها بالمصادر العلمية الخطية والمطبوعة. وعلى الرغم من أهميتها والمبالغ الكبيرة التي أنفقت عليها إلا إنّها فقدت الكثير من مخطوطاتها الأثرية وكتبها النادرة التي كان عددها كبيراً حتّى الربع الأوّل من القرن الرابع عشر الهجري. 

مكتبة مدرسة اليزدي

     وهي مكتبة انشئت في نحو الثلث الأول من القرن الرابع عشر الهجري، بعد انتهاء بناء المدرسة الكبيرة الفخمة التي بناها السيد محمّد كاظم اليزدي في الشارع المسمى اليوم باسم مدرسة اليزدي، من سوق الحويش، وميزة هذه المكتبة ليس في وفرة كتبها وما تضم من المصادر التي يحتاج اليها طلاب العلم فحسب، وانما لأن ما طرأ على كتبها من طوارىء الفقدان والتلف كان أقل من مكتبات المدارس الاُخرى، والسبب ان هذه المكتبة كانت موضع عناية خلفه السيد عليّ اليزدي، وقد كان من المراجع الروحانيين بعد أبيه، ثم موضع عناية أولاده وأحفاده حتى اليوم، ولما كان انفراد السيد محمّد كاظم اليزدي بالزعامة الروحانية الشيعية انفراداً قل نظيره في التأريخ، فقد سهّل ذلك تأسيس أكبر مكتبة بالنسبة لمكتبات المدارس في أفخم مدرسة في يومها وهي اليوم احدى مكتبات المدارس المهمة في النجف.

مكتبة مدرسة آية الله البروجردي

     أسسها السيد حسين البروجردي ـ المرجع الديني الشهير ـ عام 1373هـ ، وفيها ما يزيد على خمسة آلاف مطبوع ، ومئات المخطوطات ، ومن نوادر مخطوطاتها:1- أُصول الهندسة والحساب ، إقليدس.2- أُصول الهندسة والحساب، لنصير الدين الطوسي.3- تحفة الحاتمي في الأسطولات ، للشيخ البهائي.4- رسالة في الجبر والمقابلة ، لنصير الدين الطوسي.5- القانون ، لابن سينا.6-قبلة العالم ، لمحمد محسن كيلاني.7-كتاب أرسطو ، في الهيئة.8-رسالة في علم النحو ، لنصير الدين الطوسي.9-رسالة في علم الاسطرلاب ، لنصير الدين الطوسي.10-الجذوات والمواقيت ، لميرداماد.11-تفسير القران الكريم ، لصدر الدين الشيرازي.12-حاشية على تفسير البيضاوي.13-حاشية على تفسير الكشاف.14-تفسير الكافي الشافي ، للطبرسي.15-المبسوط في فقه الإمامية ، للشيخ الطوسي.16-شرح الوافية ، للسيد محسن الأعرجي.17-حاشية المدارك ، للشيخ يوسف البحراني.18-الوسيلة ، للشيخ الطوسي.19-السراج الوهاج ، للشيخ إبراهيم القطيفي.20-الصافي في شرح فروع الكافي ، للقزويني.21-حاشية الإستبصار ، للداماد.22-شرح من لايحضره الفقيه ، للمجلسي.23-الخرايج والجرايح ، للراوندي. 24-حاشية على القوانين ، للشيخ مرتضى الأنصاري. 25-شرح الوافية ، للسيد بحر العلوم.26-عدة الأصول ، للشيخ الطوسي.27- مثلثات قطرب.28- سر الآداب ، للثعالبي.29- ديوان الشريف الرضي . 30-تنـزيه الأنبياء ، للسيد المرتضى.31-تأريخ ملوك العجم ، للجويني.32-الشفا ، لابن سينا.33- الإشارات ، لابن سينا34-أثولوجيا ، لأفلوطين.35-المنطق ، لابن سينا. وتقع في مدرسة آية الله البروجردي ، قرب دورة الصحن الحيدري الشريف.