أسرة الشيخ الطوسي

3ـ أسرة الشيخ الطوسي(47)

من الأسر العلمية العريقة في مدينة النجف، حيث يرجع تاريخ نزوحها إلى مدينة النجف في منتصف القرن الخامس الهجري وذلك على اثر هجرة الشيخ الطوسي من بغداد إلى النجف سنة 448هـ لتحط هذه الأسرة رحالها وتستقر في هذه المدينة، وبانتقال الشيخ الطوسي إلى مدينة النجف كان يعني بذلك انتقال مدرستها من محور الدراسات الفردية إلى محور الدراسات الجماعية المنظمة، حيث أخذت تشد إليها الرحال من سائر الأقطار.

أي كان لشخصية الشيخ الطوسي العلمية الموسوعية الأثر المباشر في هجرة عدد غير قابل من طلبة العلم إلى النجف، وبذلك أصبحت مدينة النجف مأوى للعلماء وطلاب العلم على مختلف مستوياتهم ومناحيهم الثقافية.

ونتج عن ذلك ما شهدته هذه المدينة من رواج علمي وتزاوج ثقافي وحضاري بين مختلف السكان، جعلها تحتل مكانة كبيرة ومرموقة في الفكر العربي الإسلامي بصورة عامة والفكر الإمامي بصورة خاصة، ويقول محبوبة، فلم تزل النجف من حينها هي المركز الوحيد من حينها في المركز الوحيد للعلم والآداب والكلية الكبرى الدينية للدين والأخلاق وقد ملأت العالم الإسلامي بخريجيها والفطاحل من تلامذتها واني تتبعت أكثر البيوت والأسر النجفية البائدة والحاضرة فوجدت أن الذي دعاهم للهجرة إنما هو الانتهال من نهير علمها الفياض[47].

وقد كان لهذه الأسرة دور جليل في خدمة العلم تتابعه الآباء والأبناء والأحفاد حيث إذ لاحظنا إن أسرة الشيخ الطوسي استمرت في أداء دورها العلمي حتى بعد وفاة الشيخ الطوسي سنة 460هـ حتى منتصف القرن السادس الهجري، لذا سنذكر أهم أعلام هذه الأسرة بالترتيب وهم:

1. الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460هـ.

2. الشيخ أبي علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي المتوفى في حدود سنة 511هـ.

3. الشيخ أبو نصر محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي المتوفى في سنة 540هـ.

ولم تذكر لنا المصادر أي شيء آخر عن أفراد هذه الأسرة بعد أبو نصر الطوسي، ويبدو أن هذه الأسرة قد ضاع ذكرها فيما ضاع من البيوت والأسر الأخرى القديمة

 

ـــــــــــــ

[46]   محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، 2/ 426.

[47]  ماضي النجف وحاضرها، 2/ 472.