الشيخ احسان الربيعي

بسمه تعالى

الشهيد الشيخ احسان الربيعي

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: (من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الاسلام كان بينه وبين الانبياء درجة واحدة في الجنة).

بسم الله الرحمن الرحيم (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)

ولد  الشهيد احسان كاظم شويل الربيعي في مدينة الشعلة في السابع من محرم لعام ألف وثلاثمائة وخمسة وتسعين، في داخل أسرة تشربت بحب أهل البيت (عليهم السلام)، فنشأ في بغداد حيث أكمل دراسته الابتدائية في الكاظمية ثم المتوسطة والإعدادية في الحرية وبعدها إلى الجامعة التكنولوجية، كلية الهندسة، قسم الكيمياوي، تخرج منها سنة (1995م) وحصل على تعيين في الشركة العامة للزيوت النباتية، وفي هذه الفترة انتقل مع عائلته إلى مدينة الجوادين (سبع البور) سابقاً ولما لاحظ عدم وجود فضلاء في المدينة أقدم بلا تردد على الالتحاق بجامعة الصدر الدينية واجتاز الاختبار وذلك في آخر سنة من عمر النظام السابق، وقد امتاز الشيخ الشهيد بصفات يمكن تقسيمها إلى قسمين:

الأول: المستوى الفردي:

1- الذهنية المتوقدة فكان من الطلبة الأوائل في كل مراحل الجامعة، لاسيما في الدروس العقلية.

2- الهدوء في كل تصرفاته حيث ينقل كل من كان يباحثه في دروسه، بأنه مهما اشتد النزاع في بعض المسائل العلمية فانه يحافظ على هدوئه.

3- المواظبة على زيارة المعصومين (عليهم السلام) بشكل ملفت، حيث انه يدرس في صحن أمير المؤمنين (عليه السلام) اغلب أيام الأسبوع، لكنه يغتنم كل فرصة ليحل ضيفاً على الأمير (عليه السلام).

4- احترامه الكبير لذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث ينقل من كان يرافقه من السادة انه لا يتذكر في يوم من الأيام شاهد الشيخ الشهيد قد تقدم عليه في دخول، أو حديث، أو غير ذلك.

5- مبدأي في حياته ومواقفه حيث لا يكاد يتنازل عن الحق مهما كلفه الأمر.

  الثاني: المستوى الاجتماعي: فقد بذل كل ما يملك من أجل مجتمعه، فكان يعمد إلى كل فرصة لاستثمارها من اجل الإصلاح، وهذا ميدان واسع نكتفي فيه بذكر بعض الأعمال التي كان يتصدى لها:

أ- فتح منزله الذي كان يسكن فيه هو وعائلته وإخوته ليكون مصلى لأداء صلاة الجماعة، وإحياء مناسبات أهل البيت (عليهم السلام) فكان من ثمراته استقطاب الشباب وربطهم بقادتهم، حتى شكل منهم رابطة باسم (رابطة أبناء المرجعية).

ب- تصدى لإمامة وإحياء الكثير من المساجد التي كانت تعاني من التعطيل في مدينة الجوادين (عليهما السلام)، فكان يقطع مسافات بعيدة في تلك الظروف الأمنية الخطرة من اجل إقامة صلاة الفجر جماعة.

جـ- كان خطيباً بارعاً سواء على مستوى منبر الجمعة، أو المنبر الحسيني، ولم يكن محاضراً فحسب وإنما كان طبيباً معالجاً لأمراض المجتمع.

د- التأسيس لمجلس القرآن الكريم في كل مكان يتواجد فيه حتى في زيارات المعصومين (عليهم السلام) الجماعية.

هـ-التأسيس لمركز تسجيل الزائرين في مدينة الجوادين (عليهما السلام)، وذلك من خلال جدولة الزيارات لأضرحة المعصومين (عليهم السلام) على مدار الأسبوع، بحيث وصل عدد الزائرين لعزاء أمير المؤمنين (عليه السلام) في شهادة الصديقة الطاهرة فاطمة (سلام الله عليها) إلى أكثر من ألف زائر في كل سنة.

و- ساهم في فتح حوزة الرحمن في نفس المصلى الذي استشهد فيه، فكانت مشتملة على دروس المقدمات ودروس السطح، فكان من ثمراتها أن أصبح بعض طلابها من خطباء المنبر الحسيني.

ز- الحضور المتميز لخدمة حجاج بيت الله الحرام، فقد اجتاز امتحانات المرشدين ولأكثر من خمس سنوات وبأعلى المعدلات ليحضى بهذا الشرف العظيم.

هذا مختصر مفيد لحياة الشهيد والتي اختتمها بحياة أبدية وذلك عندما اختاره الله هو ومجموعة من المؤمنين ومنهم شقيقاه (رحمهم الله تعالى) مساء يوم 12 شعبان 1434 هـ في 2/6/2013 نتيجة عمل ارهابي بواسطة انتحاري فجر نفسه في المصلين، وقد اصدر سماحة الشيخ المرجع اليعقوبي (دام ظله) بياناً حول هذه الجريمة النكراء.

 

فسلام عليه ورحمة الله وبركاته