الشيخ علي الغديري

بسمه تعالى

المرحوم الشيخ علي الغديري

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: (من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الاسلام كان بينه وبين الانبياء درجة واحدة في الجنة).

علي علوان شايع الغديري، من الشباب الواعي الذي قرر وهو في بداية حياته انقاذ وتوجيه من حوله الى الطريق الصحيح  في ظل الهجمات التي تعصف بالأمة الإسلامية فتوجه حاملا على عاتقه مسؤولية توعية الناس وتوجيههم الى الصواب الى منهل العلم والمعرفة جامعة الصدر الدينية في النجف الاشرف عام 2003 .

وكان رحمه الله من مواليد 1983 وتوجه الى الحوزة العلمية وهو في عمر لم يتجاوز 19 عاما تقريبا حيث قرر في نفسه ان يكون حيا على مدى العصور و الدهور للمقولة الشعرية القائلة :

   ما الفضل إلا لأهـــــــل العلم إنهــــم     على الهـدى لمن استهدى أدلاءُ

وقيمة المرء ما قد كـــــان يحسنه     والجــاهلـــون لأهل العلم أعداءُ

فـقم بعلــم , ولا تطلب بــــه بدلاً   فالناس موتى , وأهل العلم أحياءُ

 وامتثالا لوصية امير المؤمنين علي (عليه السلام )لكميل ((يَا كُمَيْل بْن زِيادٍ، هَلَكَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ، أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، أَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ))

وكان (رحمه الله تعالى) من المجدين بدرسه حتى انه كان من العشرة الاوائل في المرحلة الاولى من مراحل الجامعة عام 2004-2005  وتم تكريمه وزملائه التسعة من قبل المرجع الديني سماحة الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) بهدايا مادية ومعنوية روحانية  واستمر بدراسته في الجامعة حتى وافاه الاجل في 17 ذي الحجة 1432هجرية وهو في المرحلة السابعة من مراحل جامعة الصدر الدينية .

وكان خطيباً ورعاً وتقياً ينصح الناس بالصلاح والموعظة الحسنة وكان اهلاً لحمل هذه الرسالة الالهية رسالة التبليغ الاسلامي.

اما عبادته (رحمه الله تعالى) فكان كأنه ينتقل الى ذلك العالم الملكوتي، فكان يحيي الليل بالعبادة وذلك عندما تعرفت عليه في المسجد في بغداد في بداية سقوط الطاغية حيث كنا نبيت سوية في المسجد في ذلك الوقت حيث كنا نقوم بحماية المسجد و الاهالي ابان السقوط . فكان يحيي الليل بالعبادة والدعاء حتى الصباح وبعد ذلك انتقلنا الى الجامعة والتحقنا بها .

وكان يستيقظ قبل صلاة الفجر بأكثر من ساعة تقريبا للنوافل والادعية وكان يحفظ الكثير من الادعية والمناجات وفقرات من دعاء عرفة ودعاء ابي حمزة ايضا ودعاء الحزين وكان يتهجد بهن الى حين حلول الفريضة ، وكان مثالاً يحتذى به للطلبة من اقرانه .

وكان خطيباً مبتدئاً حتى رأى رؤيا في منامه قصها عليّ في حينها حيث كان يحب ان يكون خادماً للإمام الحسين (عليه السلام )وكان يطلب ذلك من السيدة الزهراء (عليها السلام) حيث كان علاقته شديدة بها (عليها السلام) ، ففي عالم الرؤيا وهو يقرأ زيارة الامام الحسين (عليه السلام )واذا بامرأة تخرج عليه وتعطيه كاس عصير فشربه وبعد هذه الرؤيا يقول: سبحان الله ما تكلمت بمجلس او محاضرة الا وكان الناس يتأثرون بالكلام.

اكتشف مرضه وهو على المنبر الحسيني في الايام الفاطمية يتلو على الناس من علوم اهل البيت (عليهم السلام) ويعلمهم الاحكام الشرعية .

واستمر في صراعه مع المرض حتى وافاه الاجل بتاريخ  17 ذي الحجة 1432هـ

 

فسلام عليه ورحمة الله وبركاته