الشيخ محمود التميمي

بسمه تعالى

الشهيد الشيخ محمود التميمي

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: (من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الاسلام كان بينه وبين الانبياء درجة واحدة في الجنة).

ولد الشيخ محمود عبد حبيب التميمي في قرية ابراهيم بن علي في اطراف مدينة بغداد عام 1968 و ترعرع في تلك البيئة الريفية الموالية الهادئة التي ساعدت في صفاء نيته وسريرته الذي انعكس جلياً في سلوكياته  وأخلاقياته فحمل اخلاق وشهامة وحميَة ابن الريف بما عرف عنه من اخلاق .

 درس فيها المرحلة الابتدائية و المتوسطة  و استمر بدراسته الى ان تخرج من المعهد الفني في البصرة عام  1986 من قسم الميكانيك , ثم انخرط في جامعة الصدر الدينية عام 1999 في احلك الظروف التي مرت على الحوزة الشريفة بعد استشهاد السيد محمد الصدر (قدس) حيث تم قبوله في الجامعة بعد اربعينية السيد بأيام قليلة , واستمر بدرسه و دراسته في الجامعة الى ان استشهد .

كان (رحمه الله تعالى) متفانيا في خدمة اهل البيت (عليهم السلام) محبا وعاشقا للحسين (عليه السلام) بكّّاء عند ذكر مصيبة ابي عبدالله (عليه السلام)

 لقد كان الشيخ المرحوم كالأب لأصدقائه المشايخ الذين كانوا معه في نفس المرحلة في جامعة الصدر الدينية ,فقد كان يهتم بجميع الأمور ويقضي حاجات من يطلب المساعدة منه ومن لم يطلبها , فلقد كان طيب القلب وكريم الطبع لا يعرف طعم الراحة إذا كان في التعب إسعاد الآخرين , لا يعرف للكره والحقد سبيل ، جمعتنا معه اياما عصيبة لا تزال ذكرياتها ولذاتها الى الان نستمد منها القوة والعزيمة عاشرناه فوجدناه ذلك الإنسان المحبوب من قبل الجميع وذلك الشيخ المتواضع الذي لا يستنكف من فعل أي شيء فيه خدمة للمصلحة العامة .

ولم يبخل يوما بمواهبه المتعددة في خدمة بناية الجامعة من الاهتمام باللوازم الضرورية كاصلاح الكهربائيات او المياه او متعلقاتها ، بل وتوفير مولدة كهرباء ، واتذكر انه عمد الى تحوير سخانات المياه الحارة من كهربائية لكثرة انقطاع الكهرباء الى غازية ، ومرة قد تعرض الى حريق بسبب ذلك واخرى الى صعقة كهربائية وما ذلك الا بسبب متابعته لشؤون البناية .

كان سباقا لتلبية نداء المرجعية في الحفاظ على الممتلكات العامة عندما سقط الصنم…. ونذر وقته ونفسه في سبيل هذه الغاية وتعرض للنار الاجتماعية التي لا ترحم لكنه ترك اثارا لا زالت الى الان شاخصة ماديا على ارض الواقع ومعنويا في قلوب من عرفه.

بدأت حركته الجهادية واضحة منذ أيامه الاولى في الجامعة و في ليلة عيد الغدير يوم السبت عام 1422 هـ الموافق 2 اذار 2002 م  قام بارتداء الزي الديني مع مجموعة من الطلبة على يد عميد الجامعة , وعندما بدات الحركة الاصلاحية لأية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) عميد جامعة الصدر الدينية كان المرحوم من اول المساهمين في هذه الحركة و خصوصاً في مجال الاستنساخ وطباعة الصور ورغم ان استنساخ اي ورقة او طبع صورة يعتبر جريمة تصل عقوبتها الى حد الاعدام الا ان هذا لم يثنه، وقد ساعده في ذلك اخوه المرحوم ابو بلال حيث كان يعمل في بغداد في مجال التصوير.

 واستمر مواكباً لحركة سماحة الشيخ العميد و موزعاً للاستفتاءات والكراريس والكتب والمحاضرات المسموعة التي كان لها الدور الكبير في اصلاح الناس وتوجيههم وكانت تقض مضاجع الظالمين  , واستمر الى 7\4\2003 حيث سقط النظام الظالم وعمت الفوضى مدينة بغداد , فعمل ممثلاً للمرجعية عام 2003 في منطقة ابراهيم بن علي ومنطقة سبع البور , فأقام صلاة جمعة في منطقة سبع البور في حسينية الرسول الاعظم و كذلك اقام صلاة الجمعة في منطقة ابراهيم بن علي في جامع الامام علي (عليه السلام) , واستمر بحركته الاصلاحية داخل منطقته والتي أزعجت الامريكان و النواصب فنصبت له زمرة من المحتلين كمينا في 28\2\2004 في اطراف منطقته وهو راجع الى البيت فاردته شهيداً , وكذلك استشهد احد اخوته لاحقا (حامد)على يد النواصب  عام 2005 , وكذلك ابن عمه وزوج اخته محمد عام 2006 .

فسلام عليه ورحمة الله وبركاته