الشيخ مشتاق الزيدي

بسمه تعالى

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: (من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الاسلام كان بينه وبين الانبياء درجة واحدة في الجنة).

الشهيد السعيد الشيخ مشتاق الزيدي (رحمه الله)

 

ولد الشيخ مشتاق عبد القادر حمود ادريس عبد العزيز الزيدي في عام ١٩٧٩م في مدينة البصرة “العشار” منطقة الساعي، وانتقل مع عائلته الى محافظة واسط بسبب الحرب العراقية الإيرانية, تلقى حين بلوغه بعض تعاليم الإسلام على يد أخيه الأكبر لأمه الشيخ ميثاق الشيباني والذي يكبره بسبع سنوات، وحينما بلغ الـ (18) سنة (1996م ــ 1997م)  أصر على الذهاب إلى حوزة النجف الأشرف والتحق بها مع أخيه (الشيخ ميثاق) الذي تخرج آنذاك من الجامعة.

فحضر الشيخ الشهيد  (رحمه الله) دروسا كثيرة عند كثير من العلماء والفضلاء في النجف الاشرف في مراحل المقدمات والسطوح، حتى حضر بحث الخارج في الفقه والاصول عند آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم وآية الله العظمى الشيخ محمد اسحاق الفياض وآية الله الشيخ باقر الإيرواني، كما انه قد حضر دروساً وبحوثا في العقائد والتفسير والتاريخ في السنوات العشر الأخيرة من عمره عند المحقق السيد سامي البدري وقد لازمه في بعض أسفاره التبليغية في داخل العراق.

وكما حصل على عدة اجازات بالرواية من سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض دام ظله, وآية الله العظمى السيد موسى الشبيري الزنجاني دام ظله, وآية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي دام ظله.

وتوجه  (رحمه الله) لتحقيق المخطوطات والمطبوعات الى جانب دروسه فصدر له تحقيق وتعليق على كتاب (النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر) للعلامة الحلي، وشرح الفقيه المقداد السيوري طبع في ايران ثم طبع مرة أخرى من قبل العتبة الحسينية المقدسة, وتحقيق وتعليق على كتاب (الزهرات الزوية في الروضة البهية) للشيخ علي العاملي سبط الشهيد الثاني صاحب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، وصدر منها ثلاثة أجزاء، وأكمل جزئين آخرين وهما في طريقهما للطبع، وبقيت ثلاث أجزاء لم يكملها.

وكان  (رحمه الله) يمارس التدريس للمواد الحوزوية، الفقه والاصول والكلام ودراية الحديث وغير ذلك، وشرع في الآونة الاخيرة بتدريس المكاسب، وامتاز بتدريس الروضة البهية كثيرا وقد اتم عدة دورات، مما ساعده ذلك في تحقيق الزهرات الزوية، وكان مسؤولا عن ادارة مدرس الميرزا جواد التبريزي  (رحمه الله) النجف الاشرف.

وكان  (رحمه الله) فيه من الصفات ما جعلته أهلا لنيل الشهادة حيث كان كريم النفس طيب العشرة حسن المجالسة كثير التواضع لا يحب الشهرة يستغفر لمن يؤذيه ويدعو له بالهداية، ويساعد الفقراء والمعوزين، وكان يحب العلماء وطلبة العلم حبا عجيبا، وكان لهم سندا في بداياتهم للدرس فيسعى ملبيا مختلف احتياجاتهم مما يقدر عليه.

وبعد فتوى الجهاد الكفائي التي صدرت من المرجعية الدينية في النجف الاشرف 14 شعبان 1435هـ، ترك الشيخ الشهيد  (رحمه الله) مباشرة دروسه الحوزوية كاملة، وترك مخطوطاته التي أحبها وعزم على تحقيقها ليُلبّي نداء المرجعية الدينية، فبعد أن قضى سنوات من عمره المبارك يتزود من علوم محمد آل محمد (صلى الله عليه وآله) التحق بالحشد الشعبي في جبهات القتال.

استشهد (رحمه الله) في البو حشمة احدى نواحي قضاء بلد بتاريخ 2 / ربيع الأول / 1436 هـ المصادف الخميس 25 / 12 / 2015 م.