مكانة المجالس الحسينية ودورها في إصلاح الشباب

44

الاجتهاد: لا يخفى على المؤمن ان أحياء امر أهل البيت (ع) من أعظم الطاعات، بل هو من الباقيات الصالحات، وليس جائز فحسب بل إنما هو من المستحبات العظيمات، ويعتبر عملاً صالحًا ينتفع به في الحياة والممات، وما بعدها من أهوال وشدات.

يقول أحد علمائنا: (علم الباحثون من مدققي الفلاسفة ان في مآتمنا المختصة بأهل البيت عليهم السلام اسرارا شريفة تعود على الامة بصلاح اخرتها ودنياها). فيجب الاعتناء بها والاستفادة من عطائها المعرفي والديني والأخلاقي والتربوي لكي نصل بها بأبهى صورة إلى العالم من خلال تكثيفها وضبطها بحسب الأصول الشرعية الصحيحة، وأن تكون مدرسة كبرى لتعليم نهج أهل البيت (ع) وذلك من خلال:

1- نشر تاريخ وعلوم آل بيت رسول الله (ص)، ولا يخفى ان الحاجة تستوجب نشر ذلك من خلال التحصين العقائدي والتاريخي لِما حصل من تشويه ودس وما عملته الأقلام الضالة والمنحرفة .

2- استلهام الحق واستنكار الباطل ومناهضته من خلال ما حل ببيت النبوة (ع) من جور وظلم واضطهاد.

3- ترسيخ المبادئ والقيم كالتضحية ونصرة الحق ونحو ذلك.

4- تقوية الروابط الاجتماعية من خلال إفشاء الحب والمودة بين المؤمنين والمساواة والعدل.

5- الترابط الروحي مع أهل البيت (ع) والذي نص عليه القرآن الكريم: (قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى).

ونتيجة ذلك يكون سببا لنزول الفيوضات والبركات والطاف أئمتنا العطاف (ع) لانها تعتبر الوسيلة للتوسل والدعاء التي توجب قضاء الحاجات.، قال تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة}، ومنهاج التكامل فيها يكون من خلال تضمين سورة العصر فهي البرنامج النوعي الرباني الالهي لرسم الطريق فقال تعالى: {والعصر* ان الانسان لفي خسر* الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.

وان العدو يستخدم عدة أساليب لشنها على اتباع الحق ليبث سمومه وظلاله بين حين واخر، وفي الآونة الأخيرة شن أبناء من حملوا في قلوبهم البغض والعداء لأهل البيت (ع) على مر الدهور والعصور بغضهم وتحويله إلى مشاريع الغلو، ومفسرون للقرآن الكريم والروايات الشريفة بغير تفسيرها، ومجموعة تؤمن بأن عقل الشخص هو مرجعه وغيرهم، وزجها في المجالس الحسينية ليتم تزييف الدين واندثار الشعائر الحسينية بين الشباب الحسيني.

والعامل المؤدي لذلك هو بسبب استشراء الجهل في المجتمع، وانتشار البدع بين الناس، وترك العلماء والاقتداء بهم، والتعلق بالأفكار المستوردة والمبادئ اللا اساس لها، وقوة العاطفة دون علم وبصيرة، وضعف الحكمة في الرد على المقابل.

وفي اخر المطاف يجب السعي إلى تصحيح المسار وتعديل الانحراف والالتواء، فالمسؤولية تقع على الجميع والشباب الواعي لكم الدور في مساعدة اخوتكم في بيان الحق ومشروع سيد الشهداء (ع) الالهي، وانقاذهم من الحركات والأمور الباطلة التي تعصف بهم، قال تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين). والسلام على الحسين مهما بقيت الأرض والسماء…

(٢٧ ذي الحجة ١٤٤٥ هج)

المصدر: مجلة الاحرار الصادرة عن قسم الاعلام في العتبة الحسينية المقدسة/ العدد 966