على الحوزات العلمية تقديم خطط لإدارة المجتمع والدفاع عن العقائد
خاص الاجتهاد: قال المرجع الديني آية الله مكارم الشيرازي في رسالته بمناسبة افتتاح مدرسة دار العلم الصيفية: “يتوقع الناس من الحوزات العلمية تقديم خطط لإدارة المجتمع والمطالبة بتنفيذها، والدفاع عن العقائد والمعتقدات، والسعي لنشر الفضائل الأخلاقية والكرامة الإنسانية.”
انطلقت صباح أمس السبت، الموافق ٢١ محرم الحرام ١٤٤٦، فعاليات الدورة الثانية لمدرسة دار العلم الصيفية.
وشهد حفل الافتتاح حضور نخبة من أساتذة الحوزة العلمية ومدير حوزة خراسان العلمية إلى جانب الطلاب المشاركين. وقد تم تنظيم هذه الدورة بالتعاون بين الحوزة العلمية في خراسان والعتبة الرضوية المقدسة (ع)، وحضرها طلاب من مختلف أنحاء البلاد.
وقد بدأت فعاليات الدورة برسالة ترحيبية من المرجع الديني آية الله مكارم الشيرازي، وذلك في مقر الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية.
“وأعرب آية الله مكارم الشيرازي في رسالته عن خالص شكره وتقديره لكافة الأساتذة والطلاب والفضلاء المشاركين في هذه الدورة العلمية الصيفية التي تقام في جوار مرقد الإمام الرضا عليه السلام. آملاً في أن تسهم بركات هذا المقام الشريف في الارتقاء بالجانب العلمي والمعنوي لجميع المشاركين.
وقال المرجع الديني آية الله مكارم الشيرازي: “إن نظرة سريعة على تاريخ الحوزات العلمية تكشف عن تغييرات جذرية في جوانب متعددة. ومن أبرز هذه التغييرات: التوسع في إنشاء المدارس الدينية وزيادة عدد الطلاب، وإتاحة الوصول إلى المصادر والمراجع والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، والتواصل مع المراكز العلمية المحلية والدولية، وطرح ومناقشة قضايا واحتياجات المجتمع المعاصر. هذا الكم الهائل من الإمكانيات والتسهيلات يزيد من مسؤولية الحوزات العلمية في الوقت الحاضر.
وقال آية الله مكارم الشيرازي: “إن الشعب ما زال يعتبر رجال الدين مرجعًا موثوقًا به في أمور الدين والدنيا، ويتوقع منهم تفسير القرآن الكريم وتوضيح الأحاديث واستنباط الأحكام الشرعية. كما يتوقع من الحوزات العلمية تقديم خطط لإدارة المجتمع والمطالبة بتنفيذها والدفاع عن العقائد والمعتقدات والسعي لنشر الفضائل الأخلاقية والكرامة الإنسانية، وبوجه عام توجيه الناس نحو السعادة الدنيوية والأخروية. لذا، فإن رجال الدين والحوزات العلمية، وهم يواجهون هذه المسؤولية الجسام، لا يجب أن يضيعوا أي فرصة للإهمال.
“ووصف سماحته كثرة الإجازات في الحوزات العلمية بأنها وباء يؤثر سلبًا على الأسس العلمية للحوزات، وهو ما أثار استياء المهتمين بالشأن الديني على مر السنين.
وأضاف قائلاً: على الرغم من ذلك، فقد أوليت هذه المسألة اهتمامًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، وحققنا بعض النجاحات في هذا الصدد. ومن أبرز هذه النجاحات إنشاء المدارس الصيفية، وهي مبادرة ذات أهمية بالغة.
وأكد سماحة آية الله مكارم الشيرازي على أهمية استخدام الأماكن الدينية والمناطق المناسبة الأخرى لإقامة الدورات العلمية الصيفية، والتي تتضمن دراسة الكتب الحديثة إلى جانب الكتب التقليدية، ومناقشة القضايا العلمية المختلفة تحت إشراف أساتذة متخصصين، وإجراء الأنشطة العلمية والبحثية المتنوعة.
وأشار إلى أن هذه الدورات تمثل فرصة ثمينة للطلاب والعلماء للاستفادة من وقت فراغهم في تطوير أنفسهم علميًا وروحيًا وتربويًا.
وأعرب هذا المرجع الديني عن أمله في توسع هذه المدارس العلمية تطوراً كمياً ونوعياً، مؤكداً أن هذه الدورات العلمية ستشكل حافزاً لانطلاق نهضة علمية وفكرية جديدة في الحوزات العلمية، وستساهم في تطوير المستوى العلمي للطلاب الأعزاء.
“وفي الختام، شكر سماحة آية الله مكارم الشيرازي القائمين على هذا المشروع العلمي والمشاركين فيه، سائلاً الله تعالى لهم التوفيق الدائم في أعمالهم.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ مدرسة الصيف المخصصة للطلاب في الحرم الرضوي المطهر عليه السلام والتي تُعرف بـ “دار العلم” تستمر لمدة أسبوعين وتشمل خمس مدارس: منطق و منهجية، وآداب ولُغات، وعلوم عقليّة، وفقه وأصول، وقرآن وحديث.