أماكن الدراسة في حوزة النجف الاشرف

605

أماكن الدراسة في حوزة النجف الاشرف

 

لم تتقيد جامعة النجف بمحل واحد للدراسة، انما نراها تتخذ من الجوامع والمدارس(الأقسام الداخلية) والصحن الشريف مكاناً للتدريس. ومن أجل تنوير الباحث نعطي صورة موجزة عن هذه المرافق الرئيسية:

آ ـ الصحن الشريف:

لم يكن اتخاذ الصحن الشريف الحيدري مكاناً للتدريس حديثاً، انما يرجع تأريخه إلى العهد البويهي، حينما بناه عضد الدولة البويهي فبنى غرفاً للصحن.

ولقد اعتاد طلاب العلم أن يعقدوا في هذه الغرف والايوانات الحلقات التدريسية، وربما تعدى إلى ساحة الصحن نفسه, الطابق العلوي ويضم (44) غرفة في آخر عمارة له.

ب ـ الجوامع (المساجد):

في النجف جوامع كثيرة قديمة العهد، منتثرة هنا وهناك، ولقد اتخذ طلاب العلوم الدينية من بعضها مركزاً للتدريس والبحث، ونأتي على ذكر أهمها:

 1 ـ مسجد عمران:

    وهو المسجد المنسوب إلى عمران بن شاهين, وهو من أقدم المساجد النجفية، وأبعدها صيتاً، ويمكن أن ندعي انه كان من قديم الزمان مركزاً للتدريس فهو يقع في مدخل الصحن الحيدري من جانب باب الطوسي، ويرجع عهده إلى أواسط القرن الرابع الهجري.

 

2 ـ مسجد الخضراء:

     وينسبه البراقي إلى عليّ بن المظفر، وهو من المساجد القديمة البعيدة العهد، وموقعه شرقي الصحن بالقرب من الجهة الشمالية، وله باب من الصحن الحيدري، كما له باب من الشارع العام.

وقد اتخذ مقراً للتدريس والبحث في زمن السيد أبي القاسم الخوئي قدس سره.

3 ـ مسجد الشيخ الطوسي:

     وهو من المساجد القديمة، كان داراً لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، وبعد وفاته عام 460 أوصى أن يجعل مسجداً من بعده، ويعتبر هذا الجامع مركزاً للعلم والتحصيل في كل أدواره، ويقع في محلة المشراق من الجهة الشمالية من الصحن في أول شارع الطوسي اليوم، وبازائه مقبرة السيد محمّد مهدي بحر العلوم.

4 ـ مسجد الهندي:

     وأسس هذا المسجد في أوائل القرن الثالث عشر الهجري في عصر الشيخ حسين نجف الكبير، ومن حين تأسيسه اتخذه طلاب العلوم الدينية مركزاً للدرس، يجتمع فيه أكثر أهل العلم، ويقع في بداية سوق الحويش الواقع قبلة الصحن الشريف، وله باب اليوم على شارع الرسول.

5 ـ مسجد الشيخ مرتضى:

     ولم يكن هذا المسجد بالمرتبة الاُولى غير انه من حين تعميره حتى الآن اتخذ محلا للتدريس والتحصيل، فلقد اسس بايعاز من الشيخ مرتضى الأنصاري المتوفى سنة 1281 هـ، وقد اتخذه الإمام السيد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي مركزاً لدرسه، ثم اتخذه الإمام السيد عبدالهادي الشيرازي مقراً لبحثه، وكذلك اتخذه السيد الخميني قدس سره مقرا لدرسه.

     هذه هي المساجد التي كانت، وما زالت مركزاً للتدريس، والأبحاث الخارجية المهمة، وهناك عدد من المساجد الاخرى قد اتخذت للبحوث والتدريس، كمسجد الرأس الذي يقع في الصحن الحيدري تحت الطاق، ومسجد السيد السبزواري, ومسجد الصاغة والذي يقع في آخر سوق الصاغة من السوق الكبير، كذلك مسجد آل الجواهري، والذي يقع في محلة العمارة وكذلك مسجد العلاّمة  الشيرازي المتوفى سنة 1312 هـ، وكان محلا لدرس الزعيم الروحاني السيد ميرزا محمّد حسن الشيرازي قبل هجرته إلى سامراء، إلى غير ذلك من المساجد الكثيرة, والمدارس الخاصة للدرس, والقاعات التي تعقد فيها الحلقات الخاصة للدرس.