الرؤى الاعتقادية حول وجود إله للكون
الرؤى الاعتقادية حول وجود إله للكون
بقلم: الشيخ داود سلمان الحولاوي
تنقسم الرؤى الاعتقادية إلى ثلاثة أقسام:
1- البعض يؤمن بوجود إله للكون.
2- البعض منكر لوجود إله للكون.
3- البعض لا مؤمن ولا منكر.
أما القسم الأول: المؤمنون بوجود إله للكون فهم على قسمين:
أولهما: يؤمنون بوحدة الإله.
وثانيهما: يؤمنون بتعدد الآلهة.
الذين يؤمنون بوحدة الإله هم المسلمون واليهود يقولون بوحدة الإله لهذا الكون ولا يوجد مدبر له سواه كما انه يستحيل ان لا يوجد.
أما الفئة الثانية: الذين يؤمنون بتعدد الآلهة, وهم المسيح والهندوس أو (البراهمة) و البوذيون.
فالمسيح يؤمنون بان الله واحد بأنجيل مرفس غير ان العقيدة المسيحية عندهم مكونة من ثلاثة (اقانيم) متحدة في نفس الجوهر الأب والابن وروح القدس وتسمى عقيدتهم (الثالوث الأقدس ).
أما الهندوس فلديهم مجموعة من العقائد والتقاليد تشكلت عبر مسيرة طويلة من الزمن وعندهم تقديس الحيوانات, حيث ان تلك الحيوانات كـ( الأبقار) تحضى بالتقديس والتعظيم.
أما البوذية فهي عقيدة نشأت في شمال الهند وتتمحور عقيدتهم حول ثلاثة أمور تسمى الجواهر الثلاثة أولها الإيمان ببوذا وثانيها الإيمان بدارما أما ثالثها الإيمان بالمجتمع البوذي.
وكلمة بوذا تعني عندهم الرجل المستيقظ ومؤسس هذه العقيدة (سدهارتا جوتاما) أسسها سنة (480-560) قبل الميلاد, هذا القسم كذلك ممن يعتقدون بوجود أله للكون بتعدده المذكور.
أما القسم الثاني: وهم الملحدون و اعتقادهم على ثلاثة شعب
منهم من يعتقد بعدم وجود الآلهة مطلقا ومنهم من يعتقد بعدم وجود الآلهة ذي الدور ألتدبيري للكون والإنسان وقسم ثالث يرجع إلى القسم الثاني تقريباً يقولون بوجود الآلهة للكون لكن ينفون وجود الدين والرسالات.
القسم الثالث: الذين لا يؤمنون بوجود الآلهة، ولا ينفونها أيضا، وهم (اللاأدرية)، وهم على قسمين: لا أدرية مؤقتة علمياً، ولا أدرية دائمة. واللاأدري هو الشخص الذي لا يؤمن ولا ينفي الذات اللاهية.
إذن هذه هي الأقسام الثلاثة للبشرية بحسب المعتقدات وموضوع بحثنا يتناول القسم الثاني وهم الملحدون. والإلحاد هو ترك الاعتقاد بوجود إله لهذا الكون.
والحقيقة فنحن نؤمن وكل إنسان يؤمن بأن ما من شيء ممكن موجود في الكون إلا وله صانع, فإذا دخلنا إلى الأسواق لغرض التسوق مثلاً فسوف نجد الكثير من السلع المعروضة في فيها، ولنفترض إننا نُريد ان نشتري جهاز حاسوب أو موبايل، فإننا سنحاول ان نعرف صناعة هذه الأشياء، ومنشأها، ونسأل صاحب المحل عادة على صناعتها؟ وإذا سألناه وقال ان هذه الأشياء وجدت صدفة!! فسوف نقول ان صاحب المحل إما يسخر من عقولنا أو ربما أصابه الجنون، لان العقل يحكم بأنه ما من شيء موجود إلا وقد صنعه صانع.
فلو كنت تسير في صحراء ورأيت هنالك بناءاً شاهقا كبيراً بشكل هندسي رائع تحيط به بعض الحشرات والحيوانات المختلفة، ولم ترَ أحداً انشأ هذا البناء، فسوف يكون لدينا أربعة احتمالات لمنشأ هذا البيت:
1- ان يكون البيت هو من اوجد نفسه بنفسه.
2- ان يكون الصانع للبيت هي الحيوانات والحشرات القريبة الموجودة.
3- ان يكون الصانع للبيت الطبيعة، أي الماء والهواء والشمس والقمر والنجوم.
4- ان يكون الصانع لهذا البيت مهندس معماري يتمتع بذكاء وتصميم رائع وحذاقة لا تضاهى.
ومن المؤكد أن الاحتمال الرابع هو الأرجح.
(أنتوني فلو) أستاذ الفلسفة البريطاني الشهير تزعم حركة الإلحاد في العالم لما يزيد عن نصف قرن وكتب أكثر من ثلاثين كتاباً وبحثاً فلسفياً وكان رئيساً لأقسام الفلسفة سجّل في كتابه الأخير ما توصل إليه من حقيقة وجعل عنوان بحثه: (هنالك إله)، بعد أن كان من أشرس الملحدين…