كيف نحيي ذكر النبي (ص)

251

 

كيف نحيي ذكر النبي (ص)

س1/ هل يمكن أن نعد ذكرى إحياء ذكر النبي (ص) من مصاديق إحياء شعائر الله (عزوجل) ؟..

إن إقامة مناسبات أهل البيت (ع) سروراً أو حزناً ، من مصاديق إحياء أمرهم (ع) أولاً ، وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) : (رحم الله امرئ أحيا أمرنا).. (رحم) فعل ماضي ، أي أن هذه الرحمة محققة الوقوع ، لمن أحيا أمرهم (ص).. وإحياء الأمر تارة يتجلى على شكل فرح لمناسبة مواليدهم ، أو حزناً لمناسبة استشهادهم. 

 

إن الشواهد التأريخية تؤكد أن نهايات المعصومين -أئمة أهل البيت (ع)- ، هي نهايات مأساوية ، بين قتل وسم وغير ذلك ، هؤلاء ما ذهبوا من هذه الدنيا إلا من خلال المؤامرات التي حيكت ضدهم ، فإن لكل موسى فرعون -كما نعلم- ، وهؤلاء كانوا مبتلَون بهذه البلية. 

 

إن الأئمة (ع) وعلى رأسهم النبي المصطفى (ص) ، هؤلاء مثلوا الخلافة الإلهية ، وحققوا هذه الآية بأعلى صورها : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.. فنحن عندما نحيي ذكرهم ، نريد أن نكرِّم هذه الصفة.. في الدول نلاحظ أن هنالك نُصب وتمثال في الساحات العامة ، بعنوان الجندي المجهول.. فالدول لا تُكَّرم أو تحترم الجندي المجهول بعنوان أنه فلان ابن فلان ، الدول والأوطان تكرِّم الجندي المجهول بعنوان جنديته ، لأنه ضحى في سبيل الوطن ، إن كان هنالك اعتقاد بهذه المفاهيم.. ونحن أيضاً نكرِّم الذين فدوا أنفسهم في سبيل الرسالة الإلهية.. فإذن، الأمر عاد إلى المفهوم ، وإلى الجوهر ، وإلى المغزى ، لا إلى الشكل.. نحن عندما في شهر رمضان نقيم ذكرى استشهاد أمير المؤمنين (ع) ، فلأنه ضحى بنفسه في سبيل تثبيت دعائم الرسالة بعد النبي (ص)..

 

فإذن، هذا تعظيم لشعائر الله.. الشعائر الإلهية ، ترمز إلى الله عزوجل.. كما نلاحظ في قوله تعالى : {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ} ؛ إذ من المعلوم أن الصفا والمروة موجودات صامتة جامدة ، ولكن لأنها ارتبطت بالمسعى – مبدأ السعي ومنتهى السعي – ، وهنا في هذه المساحة وقعت بعض الحوادث ، حيث هاجر هرولت طلباً للماء لولدها ؛ فكان لها ذلك التميز والتعظيم. 

فإذا كانت الصفا والمروة من شعائر الله ، فألا يكون الحسن والحسين (ع) من شعائر الله ، وهما اللذان يمثلان خط الرسالة في زمانهما ؟.. فإذن، هذه من الشعائر.. هذه من أيام الله.. عيد الفطر يوم إلهي ، وعيد الأضحى يوم إلهي ؛ وكذلك الغدير يوم إلهي ، لأن هذا اليوم يذكرنا بالله عزوجل ، أضف إلى أنه عيد الغدير يوم إلهي مرتبط بالعقيدة ، وبأصول الدين ؛ فإذن، المسألة في غاية الأهمية.

 

وعليه، لا ينبغي أن نستنكر هذا المعنى.. وعندما نقيم احتفالاً ، لنقيم احتفالاً بمعنى إثارة كوامن النفوس ، للتأسي بذلك المعصوم.. ومن هنا دعوة للذين يقيمون مناسبات أهل البيت (ع) حزنًا أو سروراً : أن يراجعوا في سيرة المعصوم ما هو تحت عنوان : أخلاقهم (ع).. وإلا فإن ذكر الفضائل أمر جيد ، ولكن لا ينبغي أن نجعل الإمام والمقتَدى والمعصوم بمثابة لوحة فنية ، نصفها ونعلقها على الجدران ، من دون أن تكون لهذه اللوحة وقع في حياتنا المعاشة.  

 

س2/  كيف يمكننا أن نحول مناسبة الفرح أو الحزن إلى محطة للتفكير ؟..

الأمر يحتاج إلى جهد من أصحاب المناسبات.. وهنا أحب أن أؤكد على حقيقة -أخاطب بها نفسي أولاً- : أنه نحن الذين نأخذ من أعمار الناس… أعمار الناس أمانات بأيدينا.. فالذي يتكلم والذي يبرمج والذي يحدث ، عليه أن يعلم أنه مسؤول عن هذه الأعمار البشرية. 

 

والذين يقدمون سيرة النبي وآل النبي (ص) ، عليهم أن يقدموا الجهة الناصعة ، الجهة التي يمكن أن يُقتدى بها في حياتهم العملية.. نحن عندنا أربعة عشر معصوماً ، ولكل معصوم مناسبة ولادة ووفاة ، وبالتالي فالمجموع يكون سبع وعشرين مناسبة في كل سنة ، نقف فيها على حياة المعصومين (ع).. لنحاول أن نأخذ من كل معصوم الصفة التي تميز بها ، وإن كان المعصوم فيه كل الصفات.. ولكن الإمام الجواد (ع) لقب بهذا اللقب ، لتجلي جوده.. والإمام موسى بن جعفر (ع) هو أيضاً جواد ، وأيضاً رضا ، ولكن تجلت فيه صفة كظم الغيظ.. والإمام الصادق (ع) ، لصفة الصدق في القول.. والإمام الباقر (ع) ، لنشره للحديث.. والإمام السجاد (ع) ، لعبادته الدائبة… وهكذا، فإنه فمن أفضل صور إحياء مناسبات أئمة أهل البيت (ع) ، أن نأخذ من كل مناسبة الصفة المتميزة في ذلك المعصوم صاحب المناسبة.

 

لتقريب الفكرة أشبه ذلك بالنحلة : النحلة ماذا تعمل ؟.. نحن ننظر إلى الوردة ونستمتع بالنظر ، وثم بعد أيام تذبل هذه الوردة ، ونرميها في سلة المهملات.. ولكن النحلة تأتي إلى هذه الوردة ، لتمتص منها الرحيق ، ثم تحول -لا تمتص الرحيق لنفسها- هذا الرحيق إلى عسل ، فيه شفاء للناس.. لنكن كالنحلة ، في أن نأخذ من المعصومين (ع) رحيق سيرتهم ، ثم نحول هذا الرحيق إلى مادة إعلامية للغير. 

فمثلاً الإنسان عندما يقرأ سيرة الإمام الحسن والحسين (ع) ، وكيف أنهما بوضوئهما علما شيخاً كبيراً طريقة الوضوء ، ثم ينقل هذه القصة من خلال تمثيلية للبراعم الناشئة ، ليُعلم هؤلاء كيف يمكن أن نتأسى بالحسن والحسين (ع) ، في أن نكون دعاة إلى الخير والهداية حتى في هذا السن. 

 

وعليه، من الضروري أن نعتقد بهذا الاعتقاد ، ونحاول أن نستخلص من سيرتهم ما يفيدنا في حياتنا.. وبحمد الله تعالى هذه الأيام -حسب إطلاعي على المكتبة الإسلامية والإيمانية.. علماؤنا والمراكز التحقيقية المختلفة ما قصروا في هذا الجانب – ، لدينا مجموعات ومسلسلات وكتب ودورات في هذا المجال ، ومن الممكن أن نراجعها ونستفيد منها.

 

س3/ ما هي السمة أو الصفة المشتركة والجامعة لكل معصوم في حياتهم الشريفة ؟..

اللون الموحد الذي يجمع بين كل ألوان نشاطات الأئمة (ع) في حياتهم المباركة ، هي تلك السمة التي كانت في حياة النبي الأكرم (ص) ، وهي سمة العبودية.. إن الإمام -الذي هو حجة الله على خلقه في كل عصر- يمثل أعلى صور العبودية لله عزوجل في كل شؤون الحياة.. نحن نلاحظ من خلال سيرة الأئمة (ع) ، أنه ما تركوا فرصة من الفرص ، إلا وبينوا فيها العبودية لله عزوجل بكل صورها.

في سيرة أصحاب الحسين (ص) ، من المعلوم في ليلة عاشوراء وفي يوم عاشوراء بأن الجو جو قتالي ، وجو حماس ، وجو استشهاد ، فقد يضعف أو يفتر فيه الجانب العبادي الفردي ، ولكن نلاحظ أن هذه السمة كانت متجلية بشكل واضح ، من خلال عبادتهم المكثفة في ليلة عاشوراء ، فكان لهم دويّ كدويّ النحل ، بين قارئ للقرآن ومصلٍ.. والحسين (ص) من أبرز حركاته في يوم عاشوراء ، صلاة الحرب وصلاة الزوال ، فقد قتل (ص) بعد أن صلى صلاته ؛ ولا شك أنه الإقبال القلبي والتركيز الذي كان فيه سيد الشهداء (ع) في يوم عاشوراء ، ما كان أقل من تركيزه وهو في حرم جده ، أيام كونه في المدينة آمناً ، في غير هذا الوضع.

 

وعليه، فالأئمة (ص) أرادوا أن يعلمونا من خلال حركاتهم وسكناتهم ، أن نكون في منتهى درجات التعبد الشرعي.. فمثلاً : الوضوء عبارة عن عملية استعمال الماء ، ولكن هذه العملية جعلوا فيها محطات مناجاة مع رب العالمين.. الإنسان يغسل الوجه ، ويذكر الله عزوجل ، ويسأله أن لا يسود وجهه يوم تبيض فيه الوجوه.. واليد اليمنى تذكره بأخذ الكتاب باليمين… وهكذا، فإن أدعيتهم وتعابيرهم موزعة على نشاطات الإنسان من الصباح إلى المنام ؛ من أجل غرس روح العبودية في كل حركة وفي كل سكنة.

 

س4/ ما هو السر في تأكيد الأئمة على إنشاد الشعر في حقهم وإعطاء الشعراء الجوائز الجزيلة ؟.. 

القصائد والشعراء كانوا في تلك الأيام بمثابة ما نحن فيه الآن من الكاميرات الفضائية ، التي تبث المضامين في وقت سريع جداً ، في أقصا أرجاء البلاد الإسلامية.. ولهذا دعبل عندما ذكر القصيدة المعروفة بالتائية للإمام الرضا (ع) ، انتشرت هذه القصيدة ، إلى درجة أنه كان يُسأل أن يتلو هذه القصيدة في عدة مراكز من المراكز الإسلامية آنذاك. 

 

والأئمة (ع) باعتبار أنهم كانوا محاربين من قبل الحكومات الجائرة في تلك الأيام ، فإن المتنفس الوحيد لهم تقريباً كانت هذه القصائد ، التي كانت تنقل المناقب إلى عامة الناس.. ومن المعلوم أن الفضل ما شهدت به الأعداء ، وليس فقط الأعداء ، بل الذي يتكلم على خوف.. فالذي يمدح السلطان ، هذا المدح لا قيمة له ، لأنه هنالك ما يدفعه لذلك.. أما الذي ينشد القصيدة ، ويتوقع بعد ذلك ما يتوقع ، كالفرزدق الذي حبس بعد تلك القصيدة المعروفة ؛ فإنه لا شك أن هذه الحركة حركة مشكورة في ديوان الله عزوجل.. والأئمة (ع) يتأسون بالصفة الإلهية – رب العالمين شكور – ، وهذا الشاعر الذي أنشد هذا الشعر قام بتضحية في هذا المجال ؛ ولهذا كانت لهم العطايا الجزيلة. 

 

ومن هنا لا ينبغي أن نتعبد بصيغة معينة ، من صيغ نشر الدعوة.. الآن قد يكون الشعر ليس له ذلك الدور المتميز في زماننا هذا ، كما نرى في الواقع.. الشعر لا يزال له دور ، ولكن لا كدور الجاهلية مثلاً.. فلنبحث عن أساليب جديدة في طرح الفكرة ، فقد يكون هنالك مسلسل تلفازي أو سينمائي أو ما شابه ذلك ، ويؤدي دور الفرزدق في زمانه.. ولو كان المعصوم حاضراً في هذا الزمان -وإن كان هو حاضر ، ولكن مغيب عن الأنظار- ، لو كان مبسوط اليد ؛ لعله كرّم أصحاب بعض البرامج النافعة ، كما كان آبائه (ص) يكّرمون بعض شعراء أهل البيت (ع ). 

فإذن، لابد في كل عصر أن نبحث عن الأساليب ، التي تحبب الناس إلى سيرتهم.. فبدلاً من الطعن في الآخرين ، ومن إثارة الآخرين ، ومن الدخول في مقدسات الآخرين ؛ لنبين محاسن كلماتهم ، وبالتالي هذه كلمة السواء بيننا وبينهم.. وقد ورد عن الإمام الرضا (ع) أنه قال : (يتعلّم علومنا ويعلّمها الناس ، فإنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا).. فهذه هي الطريقة العقلائية في هذا المجال.

 

س5/ كيف يمكننا أن نحول العطاء في الاحتفالات إلى عطاء مستمر ؟..

هذه شكوى متكررة نسمعها من الناس ، أنه عطاء الموسم أو عطاء المجلس عطاء مرحلي آني.. نحن الآن عبرنا موسم محرم وصفر ، وكم أقمنا في الموسمين من مجالس ، وكم اشتركنا وبكينا وندبنا وإلى آخره.. هذا جهد مشكور ومجزيٌ عليه ، ولكن الآن لو نظر الإنسان إلى نفسه ، فإنه لا يمتلك من عطاء الموسمين ، ذلك الأمر الذي يكون معه إلى طوال السنة.. عطاء الموسم هو أن يعيش الإنسان حالة من حالات التذكر المستمر ، والمعية الإلهية الدائمة ، وأن يتأسى بأئمة أهل البيت (ع) وبالنبي المصطفى (ص) ، وألا يغفل عن ذكر الله عزوجل قدر الإمكان.. نحن لا ندعو إلى الذكر الدائم ، فهذا قد يكون شعار لا يتحقق في حياتنا ، وإنما إلى تقليص الغفلة إلى أدنى مستوياتها الممكنة ، فإن هذه ثمرة كبيرة من ثمار مواسم أهل البيت (ع). 

 

وعليه، ينبغي للذي يشارك في المناسبات الفرحية أو الحزينة ، أن يستمع جيداً إلى الكلام النافع ، وعدم الاقتصار فقط على الاهتمام بالجوانب الأخرى : كالتمثيلية ، أو القصائد ، أو ما شابه ذلك.. فإن الذي يمكن أن يؤثر في مسيرته الحياتية ، أن يستمع إلى سنة وسيرة المعصوم -الإمام الذي كان خليفة الله في زمانه- ، ويحاول أن يطبق ذلك في حياته ما أمكنه ذلك. 

 

س6 / هل لديكم توصية خاصة لأصحاب المجالس على ذكر أهل البيت (ع) ؟.. 

أولاً : شكر الله عزوجل على هذه النعمة.. فالذي رب العالمين أجرى على يديه بناء بيت من بيوت الله عزوجل ، أو مأتماً حسينياً ، أو ما شابه ذلك ، فهذه نعمة ، رب العالمين خصه بهذه الكرامة.. ومن هنا من المناسب قبل أن يفتتح المجلس ، وقبل أن يأتي الناس ، أن يخلو بنفسه في ذلك المكان ، ويصلي ركعتين لله شكراً ، ويطلب من الله عزوجل المباركة.. فها هو إبراهيم (ع) وولده إسماعيل لما بنيا بيتاً -ولكنه يا له من بيت !- ؛ يدعو الله تعالى ، كما يشير إليه قوله تعالى : {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ، ورب العالمين تقبل سعيهم ، وإذا بهذا البناء يصبح مثابة للناس وأمنا. 

 

ثانياً : إخلاص النية.. أن لا يهم الإنسان عدد الجمهور ، كما هو عند بعض الناس.. نعم، الإنسان يفرح بفضل الله تعالى ورحمته.. فإذا كثر الجمهور ، كثرت الاستفادة ، وبالتالي زاد العطاء.. ولكن ليس معنى ذلك ، أن الإنسان يكون همه الشاغل هو كسب الجمهور كما يقال.. على الإنسان أن يعمل بما هي الوظيفة ، في أن يتقن عرض المبادئ للمحبين بشكل سلس ومطلوب ، ويترك البقية على الله تعالى.. وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : (افتح بابك ، وابسط بساطك ، واسترزق ربك). 

وهكذا، في البرامج التبليغية والثقافية : على الإنسان أن يفتح محطته ، وأن يؤسس مؤسسته ، وأن يؤلف كتابه… ؛ ويطلب البركة من الله عزوجل.. عليه أن يفتح بابه ، والله عزوجل يسوق القلوب.. كما نلاحظ في قوله تعالى : {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} ؛ حيث أن إبراهيم (ع) طلب من الله عزوجل ، أن يحنن نفوس الناس على ذريته ، مع أن إبراهيم (ع) كان في قمة الإخلاص ، ولكن هذا لا ينافي أن يطلب جمهوراً أيضاً ، ولكن بعد أن صحح النية.

ونحن أيضاً لما نقيم المجالس ، ونقيم المشاريع ، ونفتتح المؤسسات والمدارس وغير ذلك ؛ من المناسب أن نقول : يا رب !.. اجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا.. ولكن لا على نحو الشرطية.. أي أن العمل لوجه الله عزوجل : {لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا}.. فالجمهور الكثير هو من ضمن الجزاء ، ولكن نحن هذا الجزاء لا نريده لنفسه ، بل عندما نريد الجمهور الكثير ، من باب أنهم يستفيدون ، لا أنه نحن نحصل على وجاهة من خلال الجمهور. 

 

وثالثاً : ابتكار الأساليب المثيرة في كل عصر : الآن المجلس الذي يقام في قرية من قرانا هذه الأيام ، غير المجلس الذي يقام في عاصمة أوروبية مثلاً ؛ فلكل بلد ولكل بيئة ولكل زمان خصوصيات ، وعلينا أن نبحث عن ما يمكن أن تكون الأداة المناسبة ، لإيصال الفكرة إلى نفوس الغير ، وعلى الخصوص الشباب.. نلاحظ أن الجهات التي تريد تذويب الكيان الإسلامي ، أنها تستغل حتى الأفلام المتحركة لزرع بعض الأفكار.. ونحن أيضاً لابد أن نكتشف الأساليب الجديدة ، في إيصال الفكرة المؤثرة إلى نفوس الناشئة.. نحن مشكلتنا الشباب والناشئة ، وإلا كبار السن لهم دربهم الثابت في الحياة ؛ فلابد أن نبتكر الأساليب ، من أجل جذب الناشئة والشبيبة المؤمنة ، في مجال جذب الناس إلى طاعة رب العالمين.