احذروا الكتب المسمومة – الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
احذروا الكتب المسمومة
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
إن من أشد الأخطار على التاريخ والأجيال وعلى الحضارات هي الكتب المسمومة، فهذه الكتب لها آثارها المدمرة، ولقد تعددت تسمياتها ما بين تسميات شرعية أو فنية أو غير ذلك، ومن تلك التسميات: (كتب الضلال)، و(الكتب الصفراء)، و(الكتب الممنوعة)، و(الكتب المسمومة)، وغير ذلك من تسميات مشابهة.
إن الكتب المسمومة تسمية تشبيهية للسموم، أو لسم الأفاعي الذي تنفثه فتسبب الموت جراءه.
إن عدداً لا بأس به من المؤلفات تُعد من نوع (الكتب المسمومة)، وذلك لاحتوائها على أفكار مضللة أو شاذة أو ممنوعة أو محظورة، أو كانت تروج لذلك، أو كانت تشوه الحقائق فتقلب الحق باطلاً، أو تسرق الجهود لتجرد اصحابها منها، إن خطر الكتب المسمومة عام على كل البشر، لكنه يتأكد على فئات معينة منها:
1ـ الفئة قليلة التعليم، أو بسيطة التعليم، فهي ما ان تسمع طرحاً أو تقرأ قولاً ما ستؤمن به وستبادر لعمله وللترويج له.
2ـ الفئة قليلة الوعي، فرُبَ متعلمٍ يحمل الشهادة العلمية، لكنه قليل الوعي، وهذه الفئة ستتأثر بالكتب والأفكار (المسمومة) وستروج لها.
3ـ الفئة المتأثرة بالآخر والمنبهرة به، كمن يتأثر وينبهر بالغرب، وبالحضارة الغربية، وبالنظريات الغربية، وهذه الفئة لا تقرأ إلا تلك الكتب، ولا تقلد إلا تلك الأفكار، ولا تروج إلا لذلك.
4ـ الفئة قليلة الاطلاع وقليلة المعلومات، وبالخصوص في مجال أو تخصص معين، فما ان تسمع أفكاراً في مضمارٍ ما ستبادر للتأثر بها ومن ثم تتبناها وتروج لها.
5ـ الفئة المحبة للمخالفة، وهذه فئة بنسبة كبيرة مريضة نفسياً، فما ان تميل معها يميناً إلا ومالت يساراً، وما ان تميل يساراً حتى مالت يميناً، وهي من جماعة (خالف تُعرف)، فلا تؤمن إلا بالمخالفة، ولا تروج إلا لكل ما هو مخالف.
6ـ أصحاب الشعور بالدونية، وهؤلاء يشعرون بالنقص تجاه أي طرح من خارج دينهم، أو من خارج بلدهم، أو من خارج لغتهم، وهؤلاء هم الناعقون مع كل ناعق غريب.
هذه هي الفئات التي ستتأثر بالكتب المسمومة، وستروج لها، أما العلاج فإنه سيكون صعباً من جهتين، الجهة الأولى: عناد هذه الفئات، والجهة الثانية: كثرة اعداد هذه الفئات.
إن من الواجب على المؤسسات المختصة والمسيطرة وقاية المجتمع، وعلاج هذه الفئات، والعمل على بناء فئات أخرى مقابلة ومثقفة ثقافة صحيحة، حتى تأخذ على عاتقها بناء البلاد والعباد، ومواجهة المصاعب والتحديات.