في ظلال الآيات حلقة(44)

608

في ظلال الآيات حلقة(44)

الشيخ عبد الرزاق النداوي

 

{وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} (الأَعراف:163)

في هذه الآية الشريفة معالجة لموضوع قصة أصحاب السبت، وهاهنا ثلاثة مباحث:

الأول: أهمية القصة.

الثاني: خلاصة القصة.

الثالث: أضواء على النص.

وسنعرض لها على التوالي:

المبحث الأول: أهمية قصة أصحاب السبت.   

واحدة من القصص المهمة التي اعتنى بها القرآن الكريم قصة أصحاب السبت، وتتجلى هذه الأهمية في عدة أمور:

الأمر الأول: ورد ذكرها في (10) آيات من القرآن الكريم، وعالجتها (6) مواضع، وكالتالي:

(1) سورة البقرة: الآية 65 – 66.

(2) سورة النساء: الآية 47.

(3) سورة النساء: الآية 154.

(4) سورة المائدة: الآية 60.

(5) سورة الأعراف: الآية 163 – 166.

(6) سورة النحل: الآية 124.

الأمر الثاني: تعرض أهل البيت ^ في جملة من الأحاديث للقصة وبيان شيء من تفاصيلها.

الأمر الثالث: الموضوع الرئيسي الذي تدور حوله رحى القصة من أخطر المواضيع الاجتماعية وهو موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالإضافة الى بعض المواضيع الجانبية، وسيأتي بيانها.

المبحث الثاني: خلاصة القصة  

هذه القصة ترتبط بجماعة من بني إسرائيل، وكان جلُّ عمل هؤلاء القوم صيد السمك؛ لأنهم (كانوا يعيشون عند ساحل أحد البحار، والظاهر أنه ساحل البحر الأحمر الكائن على مقربة من فلسطين، في ميناء يسمى بميناء (إيله)، والذي يسمى الآن بميناء إيلات، وقد أُمروا من جانب الله على سبيل الإختبار والإمتحان أن يعطّلوا صيد الأسماك يوم السبت)([1]).

ولكن الأسماك كانت ظاهرة للعيان على سطح البحر في يوم السبت، في الوقت الذي لا يوجد الا القليل منها في بقية الأسبوع الذي أبيح لهم فيه الصيد، (وكان ذلك من بلاء الله  وامتحانه، ابتلاهم بذلك لشيوع الفسق بينهم، فبعثهم الحرص على مخالفة أمر الله سبحانه، ولم يمنعهم تقوىً عن التعدي)([2]).

فالآيات صرحت بأن سبب الإبتلاء هو الفسق، لكنها لم تبين نوع ذلك الفسق، إلا أن هناك رواية تقول: إن (العلة في تحريم الصيد عليهم يوم السبت، أن عيد جميع المسلمين وغيرهم كان يوم الجمعة، فخالف اليهود، وقالوا: عيدنا السبت، فحرّم الله عليهم الصيد يوم السبت)([3]).

وعلى أية حال فقد انحرفوا فأُدخلوا في هذا المختبر (ليربيهم الله تعالى، ويعلمهم كيف تقوى إرادتهم على المغريات والأطماع، وكيف ينهضون بعهودهم حين تصطدم بهذه المغريات والأطماع، وكان ذلك ضرورياً لبني إسرائيل الذين تخلخلت شخصياتهم وطباعهم بسبب الذل الذي عاشوا فيه طويلاً، ولابد من تحرير الإرادة بعد الذل والعبودية، لتعتاد الصمود والثبات، فضلاً عن أن هذا ضروري لكل من يحملون دعوة الله، ويؤَهّلون لأمانة الخلافة في الأرض)([4]).

وتحت غطاء (الحيلة الشرعية) بعد أن مُنع هؤلاء القوم من الصّيد يوم السبت، قالوا ــ بعد ما رأوا السمك يتكاثر يوم السبت دون غيره من الأيام ــ : قد نُهينا عن صيدها وإخراجها من البحر يوم السبت؛ فإذا حبسناها يوم السبت وأخرجناها يوم الأحد فليس في ذلك ضير. وهرعوا إلى شباكهم فنصبوها في البحر وحبسوا السمك يوم السبت ولم يخرجوه من الماء.

والمروي عن الإمام زين العابدين × أنهم (توصلوا إلى حيلة يحلّوا بها ما حرّم الله عليهم، فأخدّوا أخاديد([5]) وعملوا طرقاً تؤدي إلى حياض يتهيأ للحيتان الدخول فيها من تلك الطرق، ولا يتهيأ لها الخروج إذا همت بالرجوع)([6]).

والمهم سواء أكان بالشّباك أم بالأخاديد فالنتيجة واحدة في أنهم احتالوا، وعدلوا عن سبيل الحق، واقنعوا أنفسهم بهذه اللعبة المكشوفة والخديعة المزيفة، ولا ريب أن هؤلاء ومن على شاكلتهم الذين يصوّرون لأنفسهم (أنه يمكن بالتغيير الصوري تحويل عمل الحرام إلى عمل حلال يخدعون أنفسهم في الحقيقة، ومن سوء الحظ أن هذا العمل الرائج بين الغفلة الذين ينسبون أنفسهم إلى الدين كثيراً، وهذا هو الذي يشوّه وجه الدين في نظر الغرباء عن الدين، ويُكَرِّهَهُ إليهم بشدة)([7]).

انقسام القوم إلى ثلاث طوائف:

وما إن بزغت شمس الأحد ليبصر النهار، حتى تسابق الناصبون لشباك حيلتهم، فاستخرجوا السمك غير متورعين ولا آبهين بفعلتهم الشنعاء، بل فرحين مبتهجين لاكتشاف الحيلة ونجاحها.

وأما الآخرون فقد انقسموا إلى طائفتين، طائفة يحدو بها الأمل لتغيير الواقع الفاسد، ينذرون ويحذرون من مغبة هذا الفعل، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، إيمانا منهم بهذا التكليف، وسعيا لتفريغ ذممهم.

والطائفة الأخرى سكتوا واعتزلوا الساحة، بل لم يكتفوا بالسكوت والإعتزال بل جاءوا يجادلون ويُشكِلون على الواعظين الناطقين، سائلين إياهم: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} (الأَعراف 164)، لا داعي للوعظ فإن الله سيهلكهم.

فأجاب الناهون عن المنكر: إن الذي يدفعنا إلى ذلك أمران:

ــ {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} (الأَعراف 164)، نريد أن نبرئ ذممنا ونكون معذورين أمام الله. 

ــ {وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (الأَعراف 164)، لعل بعضهم أو جماعة مهم يستجيبون.   

وهؤلاء الذين اعتزلوا وأشكلوا متدينين يدل على ذلك أربعة أدلة:

الدليل الأول: أنهم قالوا: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} (الأَعراف 164)، فهم موقنون بأن الذين اصطادوا السمك خالفوا الأوامر الإلهية وسيعاقبون.

الدليل الثاني: أنهم لم يشاركوا في الصيد، إنما اكتفوا بالإعتزال والسكوت.

الدليل الثالث: إن الناهين لم يعظوهم بما وعظوا به المنحرفين، ولو كان الساكتون من المنحرفين لوعظوهم.

الدليل الرابع: كان من جواب الناهين للساكتين حين لاموهم: إنما نعظهم {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ}، (حيث أضافوا الرب إلى اللائمين، ولم يقولوا: إلى ربنا، إشارة إلى أن التكليف بالعظة ليس مختصاً بنا بل أنتم أيضاً مثلنا يجب عليكم أن تعظوهم)([8])، كونكم مؤمنين غير منحرفين.

وقال الشيخ في التبيان ــ في معرض تفسيره لقوله تعالى: {وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (الأَعراف 164) ــ (وفي ذلك دليل على أنه يجب النهي عن القبيح وإن علم الناهي أن المنهي لا ينزجر ولا يقبل، وإن ذلك هو الحكمة والصواب الذي لا يجوز غيره)([9])

وما كاد قرص الشمس أن يسقط خلف الأفق ــ في ذلك اليوم الذي شهد المعصية ــ حتى هرع الناطقون إلى خارج القرية، حيث كانت مسوّرة كسائر المدن والقرى آنذاك، وهم يقولون: (والله لا نجامعكم ولا بنايتكم الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم الله فيها مخافة أن ينزل عليكم البلاء فيعمّنا معكم)([10]).

فباتوا خارج القرية([11]) يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ومضت ساعات الليل، واندلع لسان الصباح ليفصح عن بدء يوم جديد، وامتدت خيوط الشمس لتوضح الرؤية لذي عينين، فنهض الناطقون يتساءلون عما حلّ بأهل القرية، وأقبلوا يسعون نحو بابها الرئيسي، فإذا هو مصمت، فقرعوه عدة مرات دون جدوى، ودون جواب (فوضعوا فيها سلّماً على سور المدينة ثم أصعدوا رجلاً منهم، فأشرف على المدينة فنظر فإذا هو بالقوم قردة يتعاوون)([12])، وفي ذلك يقول الحق تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} (البقرة:65-66).

عاقبة المتفرجين:

قال الحق تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} (الأَعراف:165).

من الواضح أنّ ظاهر هذا النص الكريم يتحدث عن عاقبة فرقتين، نجاة الناهين، وهلاك العاصين، ولم يتعرّض إلى الفرقة الساكتة أو المتفرجة، ومن هنا كان ابن عباس يبكي ويقول: (نجى الناهون، وهلك الفاعلون، ولا أدري ما فُعل بالساكتين)([13]).

ولذا وقع الخلاف بين المفسرين في شأن هذه الفرقة، وربما ينتهي هذا الخلاف إلى ثلاثة أقوال رئيسية:

الأول: أنهم لم يعمهم البلاء.

الثاني: أنهم أُهلكوا من دون مسخ.

الثالث: أنهم مسخوا قردة مع العاصين.

قال صاحب الظلال: (فأما الفرقة الثالثة ــ أو الأمة الثالثة ــ فقد سكت النص عنها… ربما تهويناً لشأنها ــ وإن كانت لم تؤخذ بالعذاب ــ إذ أنها قعدت عن الإنكار الإيجابي ووقفت عند حدود الإنكار السلبي، فاستحقت الإهمال وإن لم تستحق العذاب)([14]).

وقال صاحب الأمثل: (الظاهر من الآيات الحاضرة أن فريقاً واحداً من الفرق الثلاثة (العصاة، المتفرجون، الناصحون) وهو الفريق الثالث الذي نجى من العذاب الإلهي، وكما جاء في الروايات فإنه عندما رأى هذا الفريق أن عِضاته ونصائحه لا تجدي مع العصاة انزعجوا وقالوا: نحن نخرج من المدينة، فخرجوا إلى الصحراء ليلاً، واتفق أن أصاب العذاب الإلهي كلا الفريقين الآخرين.

وأما ما احتمله بعض المفسرين من أن العصاة هم الذين أصيبوا بالعذاب فقط ونجى الساكتون أيضا فهو لا يتناسب مع ظاهر الآيات الحاضرة)([15]).

وإلى هذا أيضا ذهب السيد الطباطبائي في الميزان حيث قال: (وفي الآية دلالة على أن النّاجين كانوا هم الناهين عن السوء فقط، وقد أخذ الله الباقين، وهم الذين يعدون في السبت والذين قالوا: {لِمَ تَعِظُونَ}.

ومن هنا ردّ السيد الطباطبائي على عكرمة قوله بنجاة الساكتين حيث يقول: (وقد أخطأ عكرمة، فإن القوم وإن كانوا كرهوا فعلهم ولم يشاركوهم في الصيد المحرم لكنهم اقترفوا معصية هي أعظم من ذلك وهو ترك النهي عن المنكر، وقد نبههم الناهون بذلك، إذ قالوا: {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}، وكلامهم يدل على أن المقام لم يكن مقام اليأس عن تأثير الموعظة حتى يسقط بذلك التكليف، ولما يئس منهم الناهون هجروهم، وفارقوهم، ولم يهجرهم الآخرون، ولم يفارقوهم على ما في الروايات)([16]).

(وفي المجمع إنه أهلكت الفرقتان، ونجت الفرقة الناهية، روي ذلك عن أبي عبد الله ×)([17]).

ويظهر من مراجعة جملة التفاسير والروايات الواردة في القصة أن القول الحق هو هلاك الساكتين مع العاصين، وهو الذي استظهره صاحب الأمثل، واستدل عليه صاحب الميزان، ورواه الطبرسي كما مر.

المبحث الثالث: أضواء على النص

قوله تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} الخطاب موجه الى النبي محمد ’، أي: يا أيها النبي إسأل بني إسرائيل عن أسلافهم الذين عصوا الأنبياء كيف حل بهم البلاء، ومسخوا قردة، وحذرهم من الإصرار على البعد عن الهداية ومخالفة الحق، إذ يجب عليهم اتباعك؛ حيث أن شريعتك ناسخة لكل ما جاء قبلها من الشرائع.

قوله تعالى: {إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} أي يتعدون حدودهم يوم السبت بالصيد.

قوله تعالى: {إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ} فبعد أن منعوا من الصيد في السبت كانت الحيتان تتكاثر يوم السبت وتغريهم بالمعصية، وفي سائر الأيام لا تأتي بهذا المستوى.

قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} وإنما ابتليناهم بذلك لأنهم فسقوا، وبدلوا حكم الله بجعل السبت هو اليوم المقدس وليس الجمعة… ومن ذلك نستفيد أن جملة من البلاءات التي تواجهها الأمم هي نتيجة حصاد أيديهم من المعاصي.

 أقول: ويدل قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}، على أن البلاء الذي واجهوه كان مقدمة للعقاب والنكال، حيث أن البلاء على ثلاثة أقسام:

الأول: بلاء الإختبار.

الثاني: بلاء التسافل.

الثالث: بلاء التكامل.

أما الأول: فيراد منه سبر حقيقة التديّن، ومدى الإلتزام والإنصياع للأوامر الإلهية، بمعنى أن الله تعالى يكشف به الصادق من الكاذب، والمحق من المبطل، ومنه قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (المائدة:94)، أي في حال إحرامكم في الحج، حيث يحرم الصَّيد، سيختبركم الله تعالى بأن يمكنكم منه؛ ليتبين مدى طاعتكم وورعكم…

وأما الثاني: فمصداقه المذكور في القصة، حيث يقول تعالى: {كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}، أي بسبب فسقهم بلوناهم، وحيث وقع منهم الفسق استحقوا العقاب، إلا أن حكمة الله تعالى اقتضت أن يدخلوا في هذا المختبر، إتماما للحجة عليهم ولإعطائهم الفرصة لتصحيح مسارهم، لكنهم: {نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ} (الأَعراف:165)، و{عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} (الأَعراف:166)… فاستحقوا أليم النّكال كلَّ استحقاق، وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون.

فهذا الإختبار يوجه نحو المؤهّلين للنزول إلى الحضيض، المستحقين للعذاب.

وأما الثالث: فيوجهه الله تعالى شطر الأولياء المؤهّلين إلى مقامات ومراتب أعلى، ليرفع بذلك مقاماتهم، ومنه قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (البقرة:124)، فما ارتقى الخليل ×  إلى منصب الإمامة والخلّة حتى تجاوز تلك الإبتلاءات بنجاح وأتمهن.

ومنه سائر ابتلاءات ومحن الأنبياء والأوصياء ^ والكُمَّل من المؤمنين والأولياء.

 

 

 

 

 

([1]) الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ط الأولى 1992م، مؤسسة البعثة ـ بيروت، ج5 ص244.

([2]) الطبأطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ط الثانية 1971م، منشورات مؤسسة الأعلمي بيروت لبنان، ج8 ص294.

([3]) الجزائري، نعمة الله، قصص الأنبياء، ط الأولى 1991م، مؤسسة الأعلمي ـ بيروت، ص485./ شبر، عبدالله، تفسير القرآن الكريم، ط العاشرة 1999م، اصدار سفارة الجمهورية الأسلامية ـ دمشق، ص281. وللسيد الطبأطبائي كلام في مناقشة الرواية، أنظر الميزان ج12 ص369،م سابق.

([4]) سيد قطب، في ظلال القرآن الكريم، ط 1979 م، دار الشرق، المجلد3 ص1338.

([5]) الأخاديد: جمع أخدود، قال في لسان العرب: (الأخدود: الحفرة تحفرها في الأرض مستطيلة. والخدة، بالضم: الحفرة، قال الفرزدق:

وبهن ندفع كرب كل مثوب             وترى لها خددا بكل مجال).

أنظر: لسان العرب،ابن منظور، ط الأولى 1405هـ دار إحياء التراث العربي، الناشر: نشر أدب الحوزة، ج3ص160.

([6]) الجزائري، نعمة الله، قصص الأنبياء، ص 478. م سابق.

([7]) الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل، ج 5 ص 266، م سابق.

([8]) الطباطبائي، محمد حسين، تفسير الميزان، ج 8 ص 295 م . سابق.

([9]) الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، ط ـ سنة ـ، دار التراث العربي، تحقيق أحمد حبيب قيصر العاملي، ج5 ص13.

([10]) من رواية عن أبي جعفر ×. أنظر: الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج8ص301، م س.

([11]) الروايات تسميها (المدينة) بالرغم من أن القرآن سماها (القرية).

([12]) من رواية عن أبي جعفر ×. انظر: الطباطبائي، محمد حسين، الميزان، ج 8 ص 302، م سابق.

([13]) أنظر: الطباطبائي، محمد حسين، الميزان، ج 8 ص 302، م سابق.

([14]) قطب، سيد، في ظلال القرآن الكريم، مجلد 3 ص 1385، م س.

([15]) الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل،ج5ص248،م س.

([16]) م. ن. ج8 ص302.

([17]) م. ن. ج8 ص303.