في ظلال الآيات (34)

287

في ظلال الآيات (34)

{وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} (الأحزاب: 67-68).

هذا الكلام لطوائف من أهل النار، بدلالة الآيات السابقة حيث يقول تعالى: {إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا} (الأحزاب: 64-66).

وقد رصد القرآن الكريم مجموعة من كلمات أهل النار:

ـ منها خطاب مع الله تعالى كالآيات المتقدمة.

ـ ومنها مع الملائكة من خزنة جهنم، كقوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} (الزمر:71).

ـ ومنها كلام بينهم وبين أهل الجنة، كقوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} (المدثر: 38-47).

ـ ومنها أهل النار فيما بينهم، كقوله تعالى: {هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ * قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ} (ص:59-60).

عود على بدء فإن في الآية محل الكلام مبحثين مهمين:

الأول: بحث في معنى الكبراء.. وخطورة الإتباع الأعمى.

الثاني: بحث في مضاعفة العذاب.. وزيادة اللعن.

وسنعرض لهما على التوالي.

المبحث الأول: في معنى الكبراء.. قال تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}.

فُسر الكبراء بتفسيرين:

التفسير الأول: الحكّام والزعماء السياسيين، ولا ريب أن هؤلاء يلعبون دورا مهما في توجيه المجتمعات، وكما قيل في الحكمة: (الناس على دين ملوكهم)، ولهذا نجد أن الرسالات السماوية تهتم بهذه الطبقة وتحاول جرّهم الى الهداية باللين وبالتي هي أحسن بادئ ذي بدء، لأنهم إن دخلوا دائرة الهداية، أمكن أن يدخل معهم خلق كثير في تلك الدائرة لشدة تأثيرهم.. ومن ذلك سعي يوسف × للتركيز على حاكم مصر حتى تمكن من إدخاله في ديانة التوحيد، وهكذا موسى × حيث يقول تعالى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طه:42-44).

وفي هذا الإطار تندرج مجموعة الرسائل التي بعث بها رسول الله ’ الى زعماء العالم في حينه كعظيم القبط في مصر، وملك الحبشة، وكسرى الفرس، والمقوقس عظيم الروم…  

وقد كانت تلك الرسائل هي الخطوة الأولى نحو الهداية، فإن حصلت فبها ونعمت، كما وقع بالفعل بالنسبة لملك الحبشة، حيث أعلن إسلامه واتباعه للنبي ’، وإلا فإن من الواجب إزالة تلك العروش؛ لأنها تقف في طريق الهداية وتحتكر الشعوب لمصالحها الخاصة ونزواتها وشهواتها.. فتبقى ترزح تحت نير الذل والعبودية والصنمية…

التفسير الآخر: هو أن المقصود بالكبراء الأحبار والرهبان، وبلغة المسلمين (العلماء)، ولا ريب في أن للعلماء أثرا خطيرا في واقع الأمم؛ فإنهم إن كانوا ربانيين أضاءوا الطريق لمجتمعاتهم، وإن كانوا دنيويين، صاروا قطاع لطريق الهداية، لأنهم سيكونون ضالين مضلين، وفاسدين مفسدين.  

ولأهمية هذين الصنفين ـ العلماء والحكام ـ وأثرهما الكبير في توجيه حركة الأمة وهدايتها وضلالها، فقد اختصهما النبي ’ ببعض الأحاديث منها: (صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي، وإذا فسدا فسدت أمتي، قيل: يا رسول الله ومن هما؟ قال: الفقهاء والامراء)[1].

والحقيقة أن دور العلماء في أحيان كثيرة يكون أكبر وأهم وأخطر من دور الأمراء ولذا نجد القرآن الكريم يشدد كثيرا على هذا الموضوع، ويذكر نماذج عدة من أساليب الأحبار والرهبان في إضلال المجتمعات واستغلالهم.

وهنا قد يرد سؤال: كيف يكون العالم سبباً في إضلال الناس، والمفروض أن دوره الهداية؟

وفي مقام الجواب نقول: إن هذا إنما يكون بسبب الأساليب والتصرفات الغير مسؤولة التي تبدر منهم، ومنها:

(1) أكل أموال الناس بالباطل، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} التوبة: 34.

فهذه الآية وإن كانت تتحدث عن الأحبار والرهبان الذين هم علماء اليهود والنصارى، إلا أن الخطاب فيها موجه للمجتمع الإسلامي بدلالة تصديرها بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا…}، فهي من طرف خفي تريد أن تقول: إحذروا أن يتكرر المشهد في هذه الأمة، كما كان الأحبار والرهبان يسخِّرون الدين لرغباتهم وشهواتهم.. حتى عهد قريب، حيث كانت الكنيسة تبيع صكوك الغفران، وقصور في الجنان، حتى جاءهم من طلب أن يشترى النار كلها، فبيعت له، فخرج على الناس يقول: أيها الناس لا تشتروا بعد اليوم شيئا من الجنان؛ فلن يدخل النار أحد بعد اليوم؛ لأني اشتريتها ولن أدخل أحد فيها.. فأكذب أحدوثتهم وأبطل أكذوبتهم.       

(2) كتم الحقائق، فإن الأحبار والرهبان دأبوا على كتم صفات رسول الله ’ وإطفاء نوره، لكي لا يهتدي له الناس فيخسرون امتيازاتهم، كما أنهم كتموا البشائر التي بشر بها الأنبياء السابقون، وكتم الكثير من النصوص التي تبشر به بل ربما حذفها، أو حرّفوها، ولم يؤمن منهم إلا قليل، كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الأَعراف:157).

(3) تحريف الأحكام وتبديلها، حيث أنهم كانوا يخفضون الأحكام عن الوجهاء والأثرياء، ويشددونها على المعدمين والفقراء.

ولخطورة الدور الذي يلعبه العلماء في الهداية أو الغواية، جاءت الروايات مشددة بالنكير على العلماء، ففي الحديث عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله × قال: (يا حفص يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل ان يغفر للعالم ذنب واحد)[2].

وعن النبي ’: العلماء رجلان: رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج وعالم تارك لعلمه فهذا هالك، وإن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه، وإن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله فاستجاب له وقبل منه فأطاع الله فأدخله الله الجنة وأدخل الداعي النار بتركه علمه واتباعه الهوى وطول الأمل، أما اتباع الهوى فيصد عن الحق وطول الامل ينسي الآخرة[3].

إذا القرآن الكريم يحذر المجتمع الإسلامي من الإتباع الأعمى، ومِن تكرر هكذا حالات تؤدي بالتابع والمتبوع الى جهنم وساءت مصيرا، كما قال تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} (البقرة:166-167).

ثم يمكننا التوسع في معنى الكبراء الى أكثر من ذلك فيشمل:

ـ الوجهاء.

ـ شيوخ العشائر.

ـ الأثرياء,

ـ أصحاب المواقع المهمة في المجتمع سواء السياسية أو الثقافية أو الأمنية أو الإقتصادية,

÷ وقد يشمل ذلك حتى العائلة وربها، والزوج والزوجة، لأنهما تابع ومتبوع، والله تعالى أمر الزوجة بطاعة الزوج في حدود طاعته تعالى، أما إذا أمرها بما يؤدي الى معصية الله تعالى فلا حبا ولا كرامة، كما لو أمرها بتهيئة مائدة الخمر، أو أمرها بإلقاء الحجاب والتعري…

المبحث الثاني: بحث في مضاعفة العذاب.. واللعن.. حيث يقول تعالى: {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا}.

فالتابعون هنا يطلبون مضاعفة العذاب للمتبوعين.. وقد جاء الجواب لهذه الدعوة في سورة الأعراف، حيث يقول تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ} (الأَعراف:38).

أما المتبوع فلأنه ضال ومضل فيبوء بإثمه وإثم غيره فيستحق بذلك الضعف، وأما التابع فلأنه ضل أولاً، وثانياً لأنه كان عونا للمتبوع في إضلال الآخرين، لأن الكبراء إنما يستمرون في إغواء الناس وإضلالهم لوجود الأعوان الذين ينفّذون تعاليمهم ورغباتهم. 

وقد تقول: إن الآية محل البحث تتحدث عن السادة والكبراء، بينما الآية السابقة تتحدث عن الأمم السابقة واللاحقة.

  وجوابه: إن الملاك واحد في كلا الموردين وهو (الإتباع)، فإن الأمة السابقة وإن لم تأمر الأمة اللاحقة ـ كما هو في السادة والكبراء ـ إلا أن السابقين سنّوا الانحراف واللاحقين اتبعوهم.

وأما قوله تعالى: {وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا}، فاللعن في اللغة هو الطرد، والمعنى اطردهم من رحمتك طردا لا يعودن بعده الى ساحة رحمتك أبدا.. ومن البديهي أن بعض الذنوب قد يوفق صاحبها للتوبة إذا كانت جزئية وخاصة بمعنى أن ضررها يعود على الشخص ذاته، أما من يغوي خلقا كثيرا ويضلهم فهذا من الصعب أن يتوفق للتوبة.   

والخلاصة: فإن للموقع سواء أكان مادياً أو معنوياً خطورة قد ينال معه المرء كفلين من الثواب إن أحسن، وضعفين من العقاب إن أساء، كما قال تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا * وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا} (الأحزاب:30-31).

وفي الخبر عن علي بن الحسين ÷ أنه قال له رجل: إنكم أهل بيت مغفور لكم، قال: فغضب وقال: نحن أحرى أن يجري فينا ما أجرى الله في أزواج النبي ’ من أن نكون كما تقول، إنا نرى لمحسننا ضعفين من الأجر، ولمسيئنا ضعفين من العذاب، ثم قرأ الآيتين[4].

وفي هذا الإطار أيضاً قال طاووس الفقيه: رأيته يطوف من العشاء إلى سحر ويتعبد، فلما لم ير أحدا رمق السماء بطرفه، وقال: إلهي غارت نجوم سماواتك، وهجعت عيون أنامك، وأبوابك مفتحات للسائلين، جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدي محمد ’ في عرصات القيامة، ثم بكى وقال: وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاك، ولا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرض، ولكن سولت لي نفسي وأعانني على ذلك سترك المرخى به علي، فالآن من عذابك من يستنقذني؟ وبحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عني؟ فواسوأتاه غدا من الوقوف بين يديك، إذا قيل للمخفين جوزوا، وللمثقلين حطوا، أمع المخفين أجوز؟ أم مع المثقلين أحط؟ ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب، أما آن لي أن أستحي من ربي؟! ثم بكى وأنشأ يقول:

أتحرقني بالنار يا غاية المنى *** فأين رجائي ثم أين محبتي

أتيت بأعمال قباح زرية وما *** في الورى خلق جنى كجنايتي

ثم بكى وقال: سبحانك تعصى كأنك لا ترى، وتحلم كأنك لم تعص تتودد إلى خلقك بحسن الصنيع كأن بك الحاجة إليهم، وأنت يا سيدي الغني عنهم ثم خر إلى الأرض ساجدا؟ قال: فدنوت منه وشلت برأسه ووضعته على ركبتي وبكيت حتى جرت دموعي على خده، فاستوى جالسا وقال: من الذي أشغلني عن ذكر ربي؟ فقلت: أنا طاوس يا ابن رسول الله ما هذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون جانون، أبوك الحسين بن علي وأمك فاطمة الزهراء، وجدك رسول الله صلى الله عليه وآله!؟ قال: فالتفت إلي وقال: هيهات هيهات يا طاوس دع عني حديث أبي وأمي وجدي خلق الله الجنة لمن أطاعه وأحسن، ولو كان عبدا حبشيا، وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولدا قرشيا، أما سمعت قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} المؤمنون: 101، والله لا ينفعك غدا إلا تقدمة تقدمها من عمل صالح[5].

 

 

 

              

 

 

 

 

 

 



[1] الخصال للصدوق، ص36.

[2] الكافي، ج1ص47.

[3] الكافي، ج1ص44.

[4] بحار الأنوار، ج22ص175.

[5] بحار الانوار، ج46ص82.