تأثير القران في الموجودات

1٬025

تأثير القران في الموجودات

 

بقلم: السيد فاضل الموسوي الجابري

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى :

لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى‏ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) سورة الحشر 

وقال سبحانه :

وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى‏ بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً 

– ان هذا القران الذي هو دستور السماء لاهل الارض ومنهج الخالق لحياة المخلوقين وخارطة الطريق التي رسمها منزل القران على قلب رسوله الكريم ليوصل الانسان الى بر الامان ويجعل لحياته قيمة واقعية ويخرجه من حد البهيمية الى حد الانسانية . فالواجب علينا هو الاهتمام به اشد الاهتمام بان نتعلمه وستبينه ونستنطقه ونستمع اليه بقلوب واعية وعقول مدركة واذان صاغية لكي نعيش القران كما اراده الله تعالى.

– الايتين التين استفتحت الكلام بهما تشيران الى امر في غاية الاهمية احببت ان اشير اليه في كلمتي المقتضبة هذه وهو تاثير القران الكريم في الاشياء والمقصود هو الاثر التكويني للقران على الموجودات. 

– والمقصود من إيراد الآية الاولى هو  إبرازُ عظمة القرآن الكريم، والحثُّ على تأمُّل مواعظه الجليلة، إذ لا عذر لأحد في ذلك، وأداءُ حقِّ الله تعالى في تعظيم كتابه، وتوبيخُ مَنْ لا يحترم هذا القرآن العظيم، وفيه كذلك تمثيل لعلوِّ شأن القرآن وقوَّة تأثير ما فيه من المواعظ .

– وقد فسّر الكثير من المفسّرين هذه الآيات بأنّها تشبيه، و قالوا: إنّ الهدف من ذلك هو بيان أنّ هذه الآيات إذا نزلت على الجبال بكلّ صلابتها و قوّتها إذا كان لها عقل و شعور- بدلا من نزولها على قلب الإنسان- فانّها تهتزّ و تضطرب إلى درجة أنّها تتشقّق، إلّا أنّ قسما من الناس ذوي القلوب القاسية و التي هي كالحجارة أو أشدّ قسوة لا يسمعون و لا يعون و لا يتأثّرون أدنى تأثير، و جملة: وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ‏ اعتبرت دليلا و شاهدا على هذا الفهم.

– و قد حملها البعض الآخر على ظاهرها و قالوا: إنّ كلّ الموجودات في هذا العالم- و من جملتها الجبال- لها نوع من الإدراك و الشعور الخاصّ بها، و إذا نزلت هذه الآيات عليها فانّها ستتلاشى، و دليل هذا ما ورد في الآية (74) من سورة البقرة في وصف جماعة من اليهود، قال تعالى: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً، وَ إِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَ إِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَ إِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ‏.

– و التعبير ب (مثل) يمكن أن يكون بمعنى هذا الوصف، كما جاءت هذه الكلمة مرارا مجسّدة لنفس المعنى، و بناء على هذا، فإنّ التعبير المذكور لا يتنافى مع هذا التّفسير.

– و الشي‏ء الممكن ملاحظته هنا، أنّه تعالى يقول في البداية: إنّ الجبال تخشع و تخضع للقرآن الكريم، و يضيف أنّها تتشقّق، إشارة إلى أنّ القرآن الكريم ينفذ تدريجيّا فيها، و بعد كلّ فترة تظهر عليها آثار جديدة من تأثيرات القرآن الكريم، إلى حدّ تفقد فيه قدرتها و استطاعتها فتكون كالعاشق الواله الذي لا قرار له ثمّ تنصدع و تنشقّ‏ .

– والكلام في الاية الثانية نفس الكلام في الاية الاولى فقد اختلف في معناها هل هي على نحو المجاز والمثل ليس الا ام هي على نحو الحقيقة كما هو مقتضى ظهور الاية .

– اقول : من المفترض ان الكلام يؤخذ على ظاهره متى ما لم يكن هناك مانع من الاخذ به وكان الظاهر معقولا او لم تكن هناك قرينة صارفة عن الاخذ بذلك الظاهر وحينما ندقق في الموضوع فسوف نجد ما يمكن تعقله وينسجم مع ظاهر النصوص القرانية والحديثية وهو احد امرين : الاول : هو حمل هذا الظاهر على التاثير الحقيقي والتكويني للقران الكريم على الاشياء والموجودات . والثاني : هو الاعتقاد بان للموجودات نحو ادراك وحياة يمكن معها ادراك معارف القران او عظمة القران فيما لو كان المنزل عليه القران هو تلك الموجودات وليس الانسان بل تلك الموجودات مع الانسان فيكون نزول القران ليس مختصا بالانسان وانما يشمل كل الموجودات وان كان الانسان هو المصداق الاول والاكبر لذلك .وبما ان الاحتمال الثاني فيه من التعقيد ما يحتاج الى مقدمات عديدة ومستوى من الدبر والفهم العميق فسوف لن نخوض فيه فعلا وانما سوف نركز على الاحتمال الاول الذي نراه اكثر انسجاما مع الفهم العام وظواهر الايات والروايات .

–  وسوف نبدا اولا بذكر رواية شريفة ذكرت في كتاب الكافي وفيها دلالاة على ما نريد الاشارة اليه .

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ- أَوْ غَيْرِهِ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ أَخِيهِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَخْبِرْنِي عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَرِثَ النَّبِيِّينَ كُلَّهُمْ؟ قَالَ: «نَعَمْ».

قُلْتُ: مِنْ لَدُنْ آدَمَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً إِلَّا وَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَعْلَمُ مِنْهُ».

قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ؟ قَالَ: «صَدَقْتَ، وَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ كَانَ يَفْهَمُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ، وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقْدِرُ عَلَى هَذِهِ الْمَنَازِلِ».

قَالَ: وَ قَالَ: «إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ لِلْهُدْهُدِ حِينَ فَقَدَهُ وَ شَكَّ فِي أَمْرِهِ، فَقَالَ: ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ‏  حِينَ فَقَدَهُ فَغَضِبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ‏  وَ إِنَّمَا غَضِبَ لِأَنَّهُ كَانَ يَدُلُّهُ عَلَى الْمَاءِ، فَهَذَا وَ هُوَ طَائِرٌ قَدْ أُعْطِيَ مَا لَمْ يُعْطَ سُلَيْمَانُ، وَ قَدْ كَانَتِ الرِّيحُ وَ النَّمْلُ وَ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ وَ الشَّيَاطِينُ وَ الْمَرَدَةُ لَهُ طَائِعِينَ، وَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ، وَ كَانَ الطَّيْرُ يَعْرِفُهُ. وَ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ‏ وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى‏ وَ قَدْ وَرِثْنَا نَحْنُ هَذَا الْقُرْآنَ الَّذِي فِيهِ مَا تُسَيَّرُ بِهِ الْجِبَالُ وَ تُقَطَّعُ بِهِ الْبُلْدَانُ وَ تُحْيَا بِهِ الْمَوْتَى، وَ نَحْنُ نَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ. وَ إِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ لَآيَاتٍ مَا يُرَادُ بِهَا أَمْرٌ إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ بِهِ، مَعَ مَا قَدْ يَأْذَنُ اللَّهُ مِمَّا كَتَبَهُ الْمَاضُونَ، وَ جَعَلَهُ اللَّهُ لَنَا فِي أُمِّ الْكِتَابِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ‏  ثُمَّ قَالَ: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا  فَنَحْنُ الَّذِينَ اصْطَفَانَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَوْرَثَنَا هَذَا الَّذِي فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ».

هذه الرواية تفيد ان هذا القران له قدرة تكوينية يمكن من خلالها ان نحرك كل الكون وما فيه لو احسنا استعماله كما هو شان المعصوم عليه السلام أي ان للقران  تأثير تكويني  على الأشياء. فما من شيء يقترب منه القرآن إلا أحدث فيه تأثيراً وتغييراً . فاذا كان الحال هكذا مع الجمادات فكيف بالنفوس الانسانية . وسوف نسوق بعض الامثلة لتاثير القران التكويني على الموجودات :

– تأثير القرآن على النفوس والقلوب.

يقول الله تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) وقوله تعالى ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). فهذه الايات وغيرها تفيد الاثر التكويني على قلوب ونفوس ومشاعر الانسان المؤمن . والأبحاث حول أثر القرآن على العلاجات المختلفة للإنسان لا تزال في بداياتها ويكفي في هذا قوله تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]،

– قشعريرة الجلود:

يقول الله تعالى عن القرآن العظيم: { الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الّذين يخشون ربّهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء، ومن يضلل الله فما له من هاد }[78

– بكاء ودموع:

قال الله تعالى: { لتجدنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، ولتجدنّ أقربهم مودّة للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى ذلك بأنّ منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون، وإذا سمعوا ما أُنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين }[84]

– تأثير القرآن على الجن

كما أخبر الله تعالى في قوله عن الجن (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً). فان الجن بمجرد ان سمعوا القران تاثرت نفسوهم به . ومن هنا إذا قرأ الراقي على الممسوس إذا هو يهزُّه هزَّاً ويحركه ويجبر الجنَّ المتلبس بالمريض على الخروج منه حتى يضيق الجني ذرعاً ويطلب التوقف ويتعهدُ ألا يعود إلى هذا المريضِ أبداً.

نفران الشيطان من البيت لقراءة سورة البقرة:

كما روي عن رسول الله (ص) قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»(16).

– تأثير القرآن على الكافر

فعندما قرأه النبي ص على الوليد بن المغيرة (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فقال الوليد : يا ابن أخي أعدْ. فأعاد عليه. فقال الوليد : والله إن عليه لحلاوةً وإن عليه لطلاوة وإن أصله لمورق وإن أعلاه لمثمر وما هو بقول بشر..

– تأثير القرآن الكريم في مجال الشفاء:

قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً﴾ [الإسراء: 82] فالآية القرآنية تثبت أن القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين فساعةَ تسمع القرآن فهو يشفيك من الداء الذي تعاني منه نفسياً ويُقويَّ قدرتك على مقاومة الداء؛ ويُفجِّر طاقات الشفاء الكامنة في أعماقك، وهو رحمة لك حين تتخذه منهجاً، وتُطبِّقه في حياتك فيمنحك مناعة تحميك من المرض، فهو طِبّ علاجيّ وطبّ وقائيّ في آنٍ واحد.

بل اكثر من ذلك فقد اثبتت التجارب قدرة القران الكريم على علاج الامراض المستعصية وهناك الكثير من الروايات التي اكدت علاج العديد من الامراض من خلال تلاوة القران ويمكن مراجهة كتب معروفة في تفصيل هذه المسالة مثل طب الائمة ومهج الدعوات ومصبح المتهجد ومكارم الاخلاق ودعوات الراوندي وكتاب الامان وعدة الداعي وغيرها فالقران له قدرة عجيبة في علاج امراض الارواح والنفوس و أمراض الأبدان، فهو شفاء، وكلمة شفاء نكرة فهي تشمل كل أنواع الشفاء.

– بعض سور القران له تاثير في دفع البلاء وحفظ الانسان من الاخطار

وقد ورد الكثير من الاحاديث والروايات في تاكيد تاثير بعض سور القرار امثال اية الكرسي وسورة الحمد والاخلاص والمعوذتين وسورة القدر واخر سورة الحشر او سورة الزلزة وغيرها وان لها اثرا تكوينا في دفع الحوادث والمصائب والشرور . فمثلا : في الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ؛ ص343 باب الأدوية الجامعة بالقرآن‏

أَرْوِي عَنِ الْعَالِمِ ع أَنَّهُ قَالَ‏ إِذَا بَدَتْ بِكَ عِلَّةٌ تَخَوَّفْتَ عَلَى نَفْسِكَ مِنْهَا فَاقْرَأِ الْأَنْعَامَ فَإِنَّهُ لَا يَنَالُكَ مِنْ تِلْكَ الْعِلَّةِ مَا تَكْرَهُ‏ .

أَرْوِي عَنِ الْعَالِمِ ع‏ مَنْ نَالَتْهُ عِلَّةٌ فَلْيَقْرَأْ فِي جَنْبِهِ أُمَّ الْكِتَابِ سَبْعَ مَرَّاتٍ فَإِنْ سَكَنَتْ وَ إِلَّا فَلْيَقْرَأْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَإِنَّهَا تَسْكُنُ‏ .

وَ أَرْوِي عَنِ الْعَالِمِ ع‏ فِي الْقُرْآنِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ .

وَ قَالَ‏ دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ  وَ اسْتَشْفُوا لَهُ بِالْقُرْآنِ فَمَنْ لَمْ يَشْفِهِ الْقُرْآنُ فَلَا شِفَاءَ لَهُ‏ .

وَ نَرْوِي‏ أَنَّهُ مَنْ‏ قَرَأَ النَّحْلَ فِي كُلِّ شَهْرٍ كُفِيَ الْمُقَدَّرَ فِي الدُّنْيَا سَبْعِينَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ أَهْوَنُهُ الْجُنُونُ وَ الْجُذَامُ وَ الْبَرَصُ‏  وَ مَنْ‏ قَرَأَ سُورَةَ لُقْمَانَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ ثَلَاثِينَ مَلَكاً يَحْفَظُونَهُ مِنْ إِبْلِيسَ وَ جُنُودِهِ حَتَّى يُصْبِحَ فَإِنْ قَرَأَهَا بِالنَّهَارِ لَمْ يَزَالُوا يَحْفَظُونَهُ حَتَّى يُمْسِيَ‏  وَ مَنْ‏ قَرَأَ سُورَةَ يس قَبْلَ أَنْ يَنَامَ أَوْ فِي نَهَارِهِ كَانَ مِنَ الْمَحْفُوظِينَ وَ الْمَرْزُوقِينَ حَتَّى يُمْسِيَ أَوْ يُصْبِحَ وَ مَنْ قَرَأَهَا فِي لَيْلَةٍ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ أَلْفَيْ مَلَكٍ يَحْفَظُونَهُ مِنْ كُلِّ شَيْطَان‏ رَجِيم‏ .

– تأثير القرآن الكريم على الجماد:

يخبرنا الله تعالى عن القرآن بقوله: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الحشر: 21].

–  تأثير القرآن على النبات:

اذا كان القران له تأثير على الجمادات فمن المؤكد ان يكون له تأثير على النباتات بالأولوية وفي هذا الصدد فقد أشار الدكتور النابلسي المتخصص في الاعجاز القرآني  إلى بحث حول تأثير القرآن على النبات ونتمنى أن يكون هناك أبحاث مشابهة لتأييد ذلك وهذا ملخص البحث:

أجري في هذا البحث تجربة في حديقة كلية العلوم عام 1997م فنصب الباحث أربعة بيوت بلاستيكية موحدة في حجمها، وزرع فيها قمحاً من نوع معين واحد، وملأها بكميات متساوية من التراب، وغرس فيها بذور الحنطة على عمق واحد، وتم تسميدها جميعاً بكميات متساوية من سماد معين، وسقيت جميعاً بذات العدد من السقيا، وبكميات متماثلة من الماء، العجيب أنه أراد التوحيد في كل شيء في الحجم والتربة، ونوع البذور والسقيا-زمن السقيا- ونوع السماد، ثم اختار إحدى طالباته لتقرأ السور القرآنية التالية على أحد البيوت البلاستيكية، سورة يس، والفاتحة، والإخلاص، وآية الكرسي، مرتين في الأسبوع على البيت الأول- عندنا أربعة بيوت -وفي البيت الثاني كلف طالبة أن تأتي بنبات وتمزقه أمام بقية النبات وتعذبه وتقطع أوصاله، وتذكر كلمات قاسية ونابية أمام هذا النبات، مرتين في الأسبوع، وكلف طالبة ثالثة بضرب النبات الثالث، وكيّه، وتعريض وريقاته للقص، فهناك نبات عذب أمامه نبات، وهناك نبات تلقى التعذيب مباشرة، وهناك نبات قرأت عليه آيات القرآن الكريم، وأما البيت الرابع فترك ينمو نمواً طبيعياً، وأطلق عليه اسم البيت الضابط، فماذا كانت النتيجة؟ فالبيت الرابع هو المقياس، والأول سمع القرآن، والثاني لقي التعذيب، والثالث رأى التعذيب.

والنتيجة التي عرضها في مؤتمر علمي: أن نبات البيت الذي استمع للقرآن الكريم ازداد طوله أربعة وأربعين بالمائة من طول النبات الضابط في البيت الرابع، وازدادت غلته مئة وأربعين بالمائة من غلة البيت الرابع الضابط، أما البيت الثاني والثالث اللذان تحملا التعذيب، ورؤيته فقد تدنى طول نباتهما خمسة وثلاثين بالمائة، وهبط إنتاجه إلى ثمانين بالمائة، وهذا تفسير علمي للبركة، فحينما يزرع المؤمن يقرأ القرآن بنفس طيبة، ويذكر الله دائماً فهذا الذكر أمام النبات يزيد في الغلة.