كيف نتعامل مع ذرياتنا

بسمه تعالى إن من الأمور التي نُسأل عنها يوم القيامة، هي عاقبة ذرياتنا.. فالإنسان يُسأل عن نفسه، ويُسأل عن الذرية التي رباها خيراً أو شراً.. فالإنسان إذا مات انقطع عمله في هذه الدنيا، فلا يأتيه عمل؛ لأن الدنيا دار عمل ولا جزاء، والآخرة دار جزاء ولا عمل.. ومع ذلك تأتيه الصدقات الجارية من بعض القنوات منها: العلم، والصدقة الجارية، والولد الصالح.. وينبغي أن نعلم بأن الولد مخلوق على الفطرة، فهو طينة طيّعة بيد الوالدين.. نعم، إن هنالك بعض الصفات الذاتية للأولاد: فمثلا: هنالك طفل بريء، وهنالك طفل فيه شيء من عدم الطاعة.. ولكن مع…

فلسفة اقامة الاحتفالات

بسمه تعالى إن هنالك بعض المفاهيم الواضحة عندنا، إذ أننا نحتفل بذكرى قادتنا، فنفرح لفرحهم، ونحزن لحزنهم.. ولكن المؤمن في المسائل التي تثار حولها الدلائل والمناقشات، عليه أن يلّم بجواب قصير مركّز ونافع، لا أن يكون متحيراً عندما تُثار مشكلة من المشاكل. إن آخر الزمان معروف بأمرين: كثرة الشهوات، وكثرة الشبهات.. فالشهوات: التي تنفذ من خلال جوارح الإنسان.. والشبهات: التي تنفذ من خلال فكر الإنسان.. فهنالك جراثيم، تغمر جوارح الإنسان.. وهنالك قسم من الجراثيم التي تغمر فكر الإنسان، فيبتلى بمرض الشهوات من جانب، أو الشبهات من جانب…

فقه حضور المجالس

بسمه تعالى لا بد لكل حركة من حركات الحياة من فقه لتلك الحركة، فإن المسائل الشرعية تحريما وتحليلا وكراهة واستحبابا، لا تنحصر في المفردات الجزئية البسيطة في حياتنا اليومية، بل تتعدى هذه المسائل للقضايا الحياتية المهمة، الاجتماعية منها والسياسية والاقتصادية، حتى في مجال التعامل مع الدول والملل وغير ذلك من مفردات هذه الحياة . فمن الأمور التي تحتاج إلى إلمام بفقه ذلك، هو فقه المجالس، اى لقاؤنا ، اجتماعاتنا مع الأرحام، مع غير الأرحام مع المسلمين، مع غير المسلمين مع العصاة، مع الطائعين، كل هذه اللقاءات تحتاج إلى درجة من درجات…

غلبة الاوهام الباطلة

بسمه تعالى إن من المفاهيم الباطلة في حياة الناس هذه الأيام، هو الاعتقاد ببعض المؤثرات الوهمية في الحياة.. فهناك قسم من الناس يعتقد بما يسمى بالأبراج والنحوسة -وبتعبير قرآني- هناك حالة من التطير.. والتطير يعني: أن الإنسان يتوقع مستقبلا أو حادثا مزعجا بدون سبب وجيه، ففي أيام الجاهلية -مثلا- كانوا يتطيرون من الغراب ويتشائمون منه.. وهذه الحالة الجاهلية: أي المرادفة للجهل، نجدها -مع الأسف- قد دخلت حياتنا المعاصرة، فنتصفح بعض الصحف وإذا بالبعض يتكهن بمستقبل الإنسان من خلال ولادته ببرج كذا مثلا.. وهذه الحالة حالة ممقوتة شرعا،…

جهاز الارادة في الانسان

بسمه تعالى إن هنالك جهازا في وجود الإنسان، وهو المسمى بجهاز الإرادة، وإذا لم ندعم هذا الجهاز في وجود الإنسان، فإن الإنسان سيكبو يوما ما، وزلة الحكيم قاتلة.. وعليه، فإنه لا بد من إيجاد هذا الجهاز المسيطر في ثلاث محطات من وجود الإنسان، فلكل محطة جهازها المستقل . الجهاز الأول: يركب في حقل الخواطر.. فنحن نعلم بأن كثيرا من المحرمات والمخالفات تبدأ من عالم الوهم والخيال.. فالمجرمون يقومون بإجرامهم نهارا، بعدما يخططون ليلا.. وعليه، فإن المؤمن لا بد وأن يجعل جهازا مراقبا في فكره بالدرجة الأولى.. وبعبارة أخرى: عليه أن يسيطر على…

توصيات عملية بعد التوبة

بسمه تعالى إن الإنسان حينما يبتلى بمرض، ثم يتعافى منه، فإنه يكون هناك بعض التوصيات الطبية من الأطباء الحاذقين، ليبقى الفرد على سلامته، ولئلا يعود إليه المرض ثانية.. وكذلك فإن الإنسان المذنب بمثابة مريض ابتلي بجراثيم الذنوب -بجرثومة أو أكثر، بحسب المعاصي- والآن وبعد ان تاب هذا المذنب ودخل مستشفى الطب الروحي، من خلال فترة روحانية، أو موسم عبادي، أو حتى ليلة من ليالي الإنابة إلى الله عزوجل.. إذ من الممكن أن تكون بعض ليالي السنة أبرك عمليا حتى من ليلة القدر. فما هي التوصيات العامة، لهذا الانسان الذي اكتسب عافيته الروحية؟..…

آلية المراقبة والمحاسبة

بسمه تعالى إن هنالك تأكيدا شديدا على مسألة المراقبة والمحاسبة، في روايات أهل البيت.. ولكن المهم هو أن نتعلم الآلية، فأن نعلم بأن المحاسبة أمر ضروري، هذا لا يكفي، ولكن لابد أن نتعلم الطريقة. والمحاسبة تنقسم إلى ثلاثة حقول: الحقل الأول: نكتفي فيه بالمعاتبة.. الحقل الثاني: نكتفي فيه بالاستغفار والعزم على عدم العود.. والحقل الثالث: وهو الحقل الذي لا بد فيه من بعض الممارسات الخارجية. 1- القسم الأول: وهو حقل المعاتبة؛ ويتعلق ذلك بالنسبة إلى الهفوات، التي لا تعد من الذنوب: لا الذنوب الخالقية، ولا الذنوب مع المخلوقين.. كالهواجس…

الفرق بين الاقتداء ودعوى الاتباع

بسمه تعالى إن الاتباع والولاية على قسمين: هنالك اتباع ادعائي وعاطفي، وهنالك ادعاء واقعي حقيقي. الاتباع الظاهري الادعائي: هو أن يتولى الإنسان محبوبا في حياته.. والاتباع الحقيقي: هو عبارة عن الاقتفاء بآثار المحبوب: بقوله وفعله، ولهذا إبراهيم الخليل (ع) يقول في كلمة معبرة: (فمن اتبعني فإنه مني).. فالمنّية والاتباع والالتحاق بالطرف الآخر، إنه متوقف على ما تقدم. وكتطبيق عملي على ذلك فلننتقل إلى عينة من حياة مولاتنا فاطمة صلوات الله وسلامه عليها.. من منا لا يحب أن ينادى يوم القيامة بالفاطمي؟!.. فتأتي في عرصات القيامة،…

العلم اساس السعادة العملية

بسمه تعالى إن أول آية نزلت من القرآن الكريم هي أول سورة العلق: {اقرأ بسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق}، فهذه الآيات فيها دروس بليغة في كيفية التعلم، وماذا نتعلم، وكيف نتعلم.. فرغم أنها آيات قصيرة، إلا أنه في كل آية إشارة لطيفة. أولاً: القراءة الهادفة: {اقرأ بسم ربك} إن القراءة ليست هدفاً في حد نفسها، فالقراءة ينبغي أن تكون بمباركة من الله عز وجل، والإنسان عندما يريد أن يقرأ متبركاً بسم الله عز وجل، فإنه من الطبيعي أن لا يقرأ علماً باطلاً، أو لا ينظر إلى صورة محرّمة، أو لا يقرأ كتاباً قد يوجب له انحرافاً في…

العجب ماحق الاحسان

بسمه تعالى إنّ من الملفت أن عليا عليه السلام في كتابته لولاته على البلدان، أن يوصيهم بوصايا تمس عالم الأرواح.. وقد جرت عادة السلاطين أن يوصوا الولاة بما يعود إلى مملكتهم من الناحية المادية: كسباً للضرائب، وإحلالاً للأمن، وبشكل موجز تيسير الأمور بما يصب لمصلحة السلطان.. ولكن الغريب - وطبعا ليس بغريب على علي (ع) وهو إمام الموحدين- أنه لما ولى الأشتر على مصر أوصاه بوصايا نفسية، وجعل علم الأخلاق والمناقب جزءاً من مهمات هذا الوالي الذي سجل اسمه في التاريخ، حيث يقول له (ع): (إياك والإعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك…